كشفت منظمة الصحة العالمية عن أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة الطبية في قطاع غزة، حيث توفّي أكثر من 900 مريض أثناء انتظار الإجلاء الطبي، بسبب قيود سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إصدار تصاريح السفر للعلاج بالخارج.
وأشارت المنظمة إلى أن ما يقارب 16500 مريض ما زالوا ينتظرون الموافقة على السفر، بينهم 4000 طفل بحاجة ماسة إلى إجلاء عاجل لإنقاذ حياتهم، مع استمرار انهيار القطاع الصحي، محذّرة من أن أي تأخير في التعامل مع الحالات الحرجة يوازي حكما بالإعدام، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
ونوهت إلى أن المستشفيات في القطاع تعمل بأقل من نصف طاقتها، نتيجة نقص الوقود والأدوية والمستلزمات الأساسية.
وأوضحت المنظمة أنها نفذت 119 مهمة إجلاء منذ مايو 2024، تمكنت خلالها من نقل 8000 مريض للعلاج خارج غزة، بينهم 5500 طفل، فيما لا يزال آلاف المرضى يواجهون المجهول في ظل انهيار النظام الصحي.
يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم في ظل نقص الإمدادات الغذائية والطبية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، والذي أوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي استمر لأكثر من عامين.
وقالت نائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ناتالي بوكلي، إن إسرائيل تنتهك القانون الدولي من خلال استمرارها في فرض قيود على تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمواد الأساسية مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضافت بوكلي في مقابلة ببروكسل مع صحيفة "جارديان" البريطانية أمس، أن العالم كله، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحاجة إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لضمان تدفق المساعدات دون قيود إلى غزة.
استأنفت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية ضمن قافلة "زاد العزة من مصر إلى غزة"، اليوم الأحد الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة من البوابة الفرعية لميناء رفح البري وصولا إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.
وصرح مصدر مسئول في ميناء رفح البري اليوم بأن الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية متنوعة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة .. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تدخل إلى القطاع.
يذكر أن قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة » التي أطلقها الهلال الأحمر المصرى، انطلقت في 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة على الحدود منذ بدء الأزمة .. ولم يتم غلق ميناء رفح البري من الجانب المصري نهائيا، ويواصل تأهبه في كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من 36 ألف شاحنة محملة بنحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.. وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.