تعيش الحرب في أوكرانيا لحظة جمود مركبة، تجمع بين انسداد المسار العسكري وتعثر محاولات الدفع بالمسار الدبلوماسي.
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الأحد نقلا عن البيانات اليومية لوزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 57 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
ومن جانبها، نشرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، لقطات تظهر وحدات الطائرات المسيرة التابعة لقوات مجموعة "الغرب" الروسية، خلال قيامها بنسف مركبات عدة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، كانت تحاول اقتحام مدينة كوبيانسك.
وقالت الوزارة في بيان: "تنفذ وحدات الطائرات المسيرة، ضربات دقيقة على مركبات تقل مسلحين من القوات المسلحة الأوكرانية، حاولوا اقتحام مدينة كوبيانسك".
وأردف البيان: "في غضون أيام قليلة، دمرت ضربات الطائرات المسيرة عشرات المركبات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية المتجهة إلى المدينة".
وأكدت الوزارة أن وحدات الطائرات المسيرة التابعة لقوات مجموعة "الغرب" الروسية، تمنع القوات المسلحة الأوكرانية من إيصال الأفراد والذخيرة والمؤن إلى الوحدات المحاصرة في قطاع كوبيانسك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس السبت، أن القوات التابعة لها تواصل تدمير القوات المسلحة الأوكرانية المحاصرة بالقرب من كوبيانسك، مشيرة إلى أنه في غضون 24 ساعة فقط، خسر الجيش الأوكراني ما يصل إلى 50 جنديًا و15 قطعة سلاح ومُعدات عسكرية في المنطقة.
وتعد كوبيانسك مدينة رئيسية للقوات المسلحة الأوكرانية في الجزء الشرقي من مقاطعة خاركوف، وتقع المدينة على نهر "أوسكول"، الذي يقسمها إلى نصفين، وستمكن السيطرة عليها الجيش الروسي من مواصلة تقدمه غربًا.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلن تيوم الثلاثاء الماضي، سيطرة قواتها على الجزء الشرقي من مدينة كوبيانسك بالكامل.

ومع استمرار الاشتباكات على خطوط التماس وتآكل قدرات كييف الميدانية، بدا واضحا أن التوازنات تميل تدريجيا لصالح موسكو، وسط تراجع رهانات أوكرانيا على الدعم الأميركي مكتفية عمليا بالحلفاء الأوروبيين.
أكدت موسكو، وفق ما جاء في تصريحات الكرملين، أن وقف الحرب غير مطروح ما لم تتحقق أهدافها الاستراتيجية، وبلهجة حاسمة حذر من أن رفض الجانب الأوكراني الحوار سيجعل كييف مضطرة، عند عودتها لاحقا إلى الطاولة، لقبول تفاوض "من موقف أسوأ بكثير" من الوضع الراهن، في إشارة مباشرة إلى الخسائر الميدانية التي تتكبدها أوكرانيا يوميا.
وفي السياق ذاته، شدد الكرملين على أنه منفتح على التفاوض لإنهاء الحرب، غير أن "الأولوية بالنسبة لروسيا تبقى ضمان أمنها"، وهو ما يضع أي نقاش مستقبلي حول وقف القتال ضمن إطار الأمن الروسي أولا، قبل أي اعتبارات سياسية أخرى.
كما أعربت روسيا عن أملها بعدم تأثير التصريحات المتصلة بالتجارب النووية على العلاقات مع الولايات المتحدة، محذرا من أن إقدام واشنطن على إجراء تجربة نووية سيعني عمليا انتهاء نظام الحظر القائم على هذا النوع من التجارب.