في خضمّ دوامة الدم والدخان التي ابتلعت «أوكرانيا» لسنوات، يطلّ صوتٌ جديد من «أنقرة» ليُشير إلى نهاية تلُوحُ في الأفق… نهاية قد تُغيّر خرائط وتحسم مصائر. وزير الخارجية التركي، «هاكان فيدان»، يقول: «الحرب في أوكرانيا تقترب من محطتها الأخيرة».
وفي التفاصيل، أعرب هاكان فيدان، في حديث تلفزيوني يوم السبت، عن اعتقاده بأن «الصراع الأوكراني وصل في الوقت الراهن للنقطة الأقرب إلى نهايته».
وقال الوزير التركي، في حديث لقناة (A Haber) التلفزيونية المحلية: «حسب اعتقادي، هذه الحرب تتواجد حاليًا في أقرب نقطة إلى توقفها ونهايتها. نحن نرى أن كافة الظروف لوقف إطلاق النار باتت مهيأة واختمرت بالفعل».
كما أكّد فيدان على ضرورة «إجراء المفاوضات اللازمة واتخاذ الإجراءات الضرورية»، مُضيفًا: «لدينا مقترحات بهذا الشأن، وآمل أن تُنفَّذ».
وأشار الوزير هاكان فيدان، إلى أن مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا «أمر لا مفر منه وستتم حتمًا»، ويُمكن إجراؤها في تركيا.
وأكّدت «روسيا» مرارًا استعدادها لمواصلة المفاوضات مع «أوكرانيا». وسبق أن أوضح وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، أن حل الأزمة في أوكرانيا سلميًا لا يزال أولوية لروسيا.
من ناحية أخرى، في خضمّ تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار السياسات الإسرائيلية التي تُثير الجدل، خرج وزير الخارجية التركي، «هاكان فيدان»، ليُطلق تحذيرًا شديد اللهجة، مُؤكّدًا أن «ما تقوم به إسرائيل من خطوات توسعية بات يُشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن سوريا والمنطقة بأكملها».
وقال وزير الخارجية التركي، خلال لقاء على قناة «إم بي سي مصر»، بثُ يوم الخميس، إن الإدارة السورية الجديدة برئاسة «أحمد الشرع» أبدت رسائل إيجابية في التعامل مع القضايا الإقليمية.
وأوضح هاكان فيدان، أن تركيا تواصلت مع عدد من دول المنطقة من بينها مصر والسعودية والأردن والعراق وقطر والإمارات، وتم الاتفاق على رؤية مشتركة بشأن ما يُنتظر من الإدارة السورية الجديدة.
وأفاد بأن الأزمة السورية ليست مشكلة تركية فحسب بل مسألة إقليمية بحكم حدودها مع العراق والأردن ولبنان.
وأضاف «فيدان»، أن دول المنطقة اجتمعت وحددت مطالبها وأبلغت بها الإدارة السورية التي أبدت تفهما وأهمية لقضايا رئيسية مثل مكافحة الإرهاب والتعامل مع ملف الأقليات، مُشددًا على أن التعاون الإقليمي سيكون أساسيًا في هذه المرحلة.
وذكر الوزير التركي، أن سوريا ما زالت تُواجه مشكلات مُتجذرة مُرتبطة بالبنية التحتية والتمويل، وأن أنقرة مُستعدة للتعاون في سبيل حلها.
ولفت هاكان فيدان في السياق، إلى ضرورة تطوير مجلس الأمن والأمم المتحدة لتُصبح أكثر شمولية، مع تعزيز التحالفات الاقتصادية بوصفها أدوات مهمة للتعامل مع التحديات.
من جهة أخرى، في ظل التوترات المُتصاعدة في مناطق مُتعددة حول العالم، شكّل الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية التركي، «هاكان فيدان»، ونظيره الأمريكي، «ماركو روبيو»، فرصة حاسمة لمناقشة ملفات إقليمية حساسة، من «أوكرانيا» التي تعيش صراعًا داميًا، إلى «قطاع غزة» حيث التوترات السياسية والاجتماعية ما زالت تتفاقم.