حوض النيل

الاتحاد الإفريقي يعتبر الجيش السوداني المؤسسة الشرعية الوحيدة وسط تصاعد الصراع

الأحد 16 نوفمبر 2025 - 01:16 ص
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

في ظل الانهيار المؤسسي واتساع رقعة الصراع في السودان، برز موقف جديد من الاتحاد الإفريقي قد يعيد رسم موازين الشرعية داخل البلاد. 

 

وأوضح مدير مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، في تصريحات صحفية، أن الجيش السوداني يُعد المؤسسة الشرعية الوحيدة المتبقية، في إشارة تعكس رؤية الاتحاد لمسار النزاع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

 

ويأتي هذا الموقف في وقت تتعثر فيه جهود الوساطة الإقليمية والدولية، بينما يزداد الوضع الإنساني سوءًا. وتُعد تصريحات الاتحاد الإفريقي رسالة سياسية مباشرة قد تؤثر على أي ترتيبات تسوية مستقبلية.

 

ومع استمرار القتال في مناطق واسعة من السودان، يرى مراقبون أن تأكيد الاتحاد الإفريقي لشرعية الجيش قد يزيد الضغط على الأطراف الأخرى ويمهد لإعادة النظر في مقاربة المجتمع الدولي للأزمة.

 

أمريكا: الحل العسكري مستحيل في السودان والرباعية تملك مفتاح الضغط لوقف النزاع


أكد المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، دونالد بوث، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن إنهاء الأزمة السودانية عبر الخيار العسكري غير ممكن على الإطلاق.

 

 

وأوضح بوث، خلال مقابلة مع القناة يوم السبت، أن دول الرباعية هي الجهات القادرة على ممارسة الضغط المطلوب على الأطراف المتحاربة، بما قد يفتح الباب أمام حل يضع حدًا للصراع في السودان.

 

وقال إن ما يشهده السودان يمثل مأساة حقيقية للشعب السوداني، مشددًا على أن "البديل العسكري ليس مطروحًا ولا يمكن أن يحقق حلاً". وأضاف أن تاريخ السودان يؤكد استحالة حسم القوات المسلحة للصراع عبر الانتصار العسكري على القوى المناوئة لها.

 

وبيّن بوث أن الولايات المتحدة تعمل جنبًا إلى جنب مع دول الرباعية لدفع مسار السلام، واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية، والشروع في عملية سياسية جديدة.

 

 

وأشار إلى أن مستقبل السودان لا يمكن أن يتشكل إلا من خلال توافق بين مختلف الأطراف، معتبرًا أن الرباعية تمتلك القدرة على توجيه ضغوط فعالة تساعد في مواءمة المصالح بين القوى المتنازعة بما يسهم في وقف الحرب.

 

وختم بوث تصريحاته بالتأكيد على أن الحرب لن تنتهي إلا بوجود حكومة تمثل الإرادة الواسعة لأغلبية السودانيين، وتمنحهم مشاركة حقيقية في صنع القرار.

 

دارفور توثق جرائم الدعم السريع والصراع يشهد متابعة دولية


أكد عبد العزيز أوري، مدير الإعلام بحكومة إقليم دارفور، أن السلطات الإقليمية تعمل بشكل مستمر على توثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في السودان منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023 وحتى اليوم، بما في ذلك جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي قامت بها مليشيات الدعم السريع بحق المدنيين في الإقليم.

 

وأوضح أوري خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ما شهدته مدينة الفاشر من استباحة شاملة للمدنيين وقتل واسع للسكان أثار تفاعلاً دولياً كبيراً، حيث رصدت المؤسسات الإقليمية والدولية هذا العنف، وبدأت الحكومات والشعوب حول العالم تدرك حجم الانتهاكات التي تتعرض لها المدينة.

 

وأشار أوري إلى أن صمود سكان الفاشر أمام الهجمات والانتهاكات كان عاملًا حاسمًا في تحريك المواقف الدولية والإقليمية. وأضاف: «تضحيات الأهالي، سواء من استشهد دفاعًا عن مدينته أو قاوم حتى الانسحاب بشرف، شكلت نقطة فارقة أثرت في مسار الأحداث داخل دارفور». واعتبر أن المشاهد التي خرجت من الفاشر عكست حجم الجرائم والانتهاكات، ما دفع منظمات دولية وعدة حكومات إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحًا وحزمًا تجاه الأزمة.

وشدد مدير الإعلام على أن الدعم السريع ساعدت نفسها على توثيق جرائمها بسبب ما وصفه بغريزة الاستمتاع بالقتل، مما جعل الأدلة أمام المجتمع الدولي أكثر وضوحاً. وأكد أن حكومة الإقليم تعمل بلا توقف لتوثيق جميع الجرائم منذ بداية القتال، بما في ذلك الانتهاكات ضد النساء والأطفال وكبار السن، وذلك في إطار جهودها لإثبات المسؤوليات وكشف الحقائق أمام المنظمات الدولية.