شدّد وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية، الدكتور بدر عبد العاطي، على الموقف المصري الثابت والراسخ برفض أي محاولة تستهدف تقسيم قطاع غزة أو تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، مؤكّدًا أن القاهرة ترفض بصورة قاطعة جميع الأطروحات التي تسعى إلى تغيير الخريطة الديموغرافية أو الجغرافية للأراضي الفلسطينية.
وجاءت تصريحات الوزير المصري في حوار موسّع أجرته معه صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية واسعة الانتشار، حيث استعرض خلال اللقاء الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية خلال الأشهر الأخيرة لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ جميع بنوده، بما يشمل الترتيبات الأمنية والمرحلة الانتقالية وخطوات تعزيز دور المؤسسات الفلسطينية الشرعية.
وأوضح وزير الخارجية المصري أن بلاده تتحرك وفق رؤية واضحة تقوم على حماية وحدة الأراضي الفلسطينية، وتعزيز فرص حل سياسي عادل يضع حدًا نهائيًا للدائرة المستمرة من العنف. وأكد أن الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية يمثل "ركيزة أساسية لأي حل عادل ودائم وشامل"، مشددًا على أن حل الدولتين يظل الخيار الواقعي الوحيد القادر على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل وفق حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وخلال الحوار، تناول الوزير عبد العاطي تفاصيل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها جمهورية مصر العربية في التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية من أجل ضمان التنفيذ الكامل لاستحقاقات اتفاق شرم الشيخ، بما يشمل التهدئة على الأرض، ومنع التصعيد، وتحسين الظروف الإنسانية داخل قطاع غزة.
وأشار إلى أن القاهرة تواصل العمل مع شركائها الدوليين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين، والضغط نحو فتح ممرات آمنة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في غزة لا يمكن التعامل معه إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع ووقف الإجراءات الأحادية التي تزيد من المعاناة.
كما تطرّق الوزير المصري إلى التحضيرات الجارية لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، وهو الحدث الذي تعمل القاهرة على تنظيمه باعتباره خطوة محورية في جهود إعادة بناء القطاع، وتحسين أوضاع سكانه، وتوفير بيئة مستقرة لعملية السلام. وأشار إلى أن المؤتمر سيهدف إلى حشد دعم دولي واسع، سواء على المستوى المالي أو الفني، لإطلاق خطة شاملة لإعادة الإعمار وفق رؤية فلسطينية موحدة وبرعاية عربية ودولية.
وفي ختام تصريحاته، أعاد وزير الخارجية المصري التأكيد على أن القاهرة لن تقبل بأي صيغة تؤدي إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه أو تفكيك جغرافيته السياسية، مشيرًا إلى أن موقف مصر من هذه المسألة "واضح وثابت ولن يتغير". وأضاف أن مصر ستظل تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتواصل التحرك الدبلوماسي لضمان الوصول إلى سلام عادل قائم على قرارات الشرعية الدولية.