جيران العرب

طوكيو تحتج على تحذيرات السفر الصينية وتدعو لعلاقات مستقرة

السبت 15 نوفمبر 2025 - 06:13 م
هايدي سيد
الأمصار

قدّمت حكومة اليابان احتجاجًا دبلوماسيًا رسميًا إلى جمهورية الصين الشعبية، اليوم السبت، وذلك عقب إصدار بكين تحذيرًا يدعو المواطنين الصينيين إلى تجنّب السفر إلى الأراضي اليابانية.

ويأتي هذا التصعيد وسط تزايد التوتر بين البلدين إثر تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي حول احتمال تدخل طوكيو في حال نشوب صراع عسكري يتعلق بتايوان.

وقال مينورو كيهارا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، إن طوكيو عبّرت لبكين عن “قلقها الشديد” من إصدار إشعار السفر، وطالبت الجانب الصيني باتخاذ “إجراءات مناسبة تتماشى مع الحقائق”. وأكد كيهارا، وفق ما نقلته وكالة كيودو اليابانية، أن اليابان ترى ضرورة الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة بين الدولتين والعمل على تهدئة الأجواء المتوترة في إطار العلاقات الثنائية.

وتعود جذور الخلاف الأخير إلى تصريحات رئيسة وزراء اليابان، ساناي تاكايشي، التي ألمحت خلالها إلى احتمال أن تلجأ طوكيو للتحرك العسكري إذا أقدمت الصين على استخدام القوة لفرض سيطرتها على جزيرة تايوان. واعتبرت الصين مثل هذه التصريحات “استفزازًا خطيرًا”، محذرة من أن أي تدخل من جانب اليابان في ملف تايوان سيُقابل برد “قوي ومباشر”.

ويُنظر إلى تايوان باعتبارها نقطة حساسة في العلاقات بين الصين والدول الحليفة للولايات المتحدة ومن بينها اليابان. ففي الوقت الذي تعتبر فيه بكين الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، تتمسك تايوان بصفتها دولة ذات حكم ذاتي وتتمتع بدعم سياسي وأمني من الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، وعلى رأسهم اليابان.

وجاء تحذير وزارة الخارجية الصينية لمواطنيها من السفر إلى اليابان، وفق مراقبين، كرسالة سياسية بقدر ما هو إجراء أمني. إذ بررت بكين الخطوة بوجود “مخاوف تتعلق بالسلامة”، إلا أن توقيت الإعلان، بعد ساعات من تصريحات تاكايشي، اعتُبر مؤشرًا على تصاعد الخلاف بين البلدين.

وبحسب محللين يابانيين، فإن هذا النوع من التحذيرات يؤثر عادة على القطاع السياحي الياباني الذي يعتمد بشكل كبير على الزائرين القادمين من الصين، ما يجعل الخطوة تحمل كذلك أبعادًا اقتصادية واضحة تستهدف الضغط على طوكيو.

وأكّد كيهارا في تصريحاته أن اليابان ستستمر في التواصل مع الصين “بهدوء وحزم”، مع التأكيد على ضرورة احترام الوضع القائم في مضيق تايوان وعدم تغييره بالقوة. كما شدد على أن طوكيو ترى في الاستقرار الإقليمي ركيزة أساسية لسياساتها الدفاعية والاقتصادية.

ويأتي هذا الخلاف في ظل محاولات متكررة من البلدين لتحسين العلاقات بعد سنوات من الجمود الناتج عن الخلافات التاريخية والإقليمية، ولا سيما النزاع حول جزر سينكاكو/دياويو في بحر الصين الشرقي. ورغم المحاولات الدبلوماسية، لا تزال الملفات الأمنية الحساسة، وعلى رأسها ملف تايوان، تمثل تحديًا كبيرًا أمام مسار التقارب.

وبينما لم تُبدِ الصين أي مؤشر على التراجع عن موقفها من تصريحات المسؤولين اليابانيين، تحرص طوكيو على تأكيد رغبتها في علاقات “أكثر استقرارًا”، مع الدعوة إلى إدارة الخلافات عبر الحوار السياسي تجنبًا لانزلاقات قد تهدد أمن المنطقة ومصالحها الاقتصادية.