أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب انضمام المملكة العربية السعودية إلى “اتفاقات أبراهام”، وهي الاتفاقيات التي تقوم على تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية ودولة إسرائيل، والتي أطلقتها الإدارة الأميركية خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى عام 2020.
وجاءت تصريحات ترامب خلال حديثه للصحفيين، أمس الجمعة، قبيل مغادرته إلى منتجعه في ولاية فلوريدا الأميركية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وأكد الرئيس الأميركي السابق أن ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، سيقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة واشنطن الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أنه “ينتظر بفارغ الصبر” لقاءه المرتقب مع ولي العهد السعودي.
وأوضح ترامب أن ملف التعاون العسكري سيحضر بقوة خلال مباحثاتهما، لافتًا إلى رغبة الرياض في الحصول على مقاتلات “إف–35” الأميركية المتطورة، إلى جانب شراء مزيد من الطائرات الحربية، مبينًا أن الإدارة الأميركية تدرس الطلب السعودي ضمن إطار تعزيز الشراكة الدفاعية بين الجانبين.
وفي سياق حديثه، شدّد ترامب على أن المملكة “ترغب بالفعل” في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، مضيفًا أن الأمر قد يتحقق “قريبًا جدًا”، وأن الملف سيكون ضمن أجندة النقاش خلال لقاء البيت الأبيض.
ورغم ذلك، لم تصدر حكومة المملكة العربية السعودية أي تعليق رسمي حول تصريحات ترامب. وتجدر الإشارة إلى أن الرياض أكدت في عدة مناسبات سابقة أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يستند إلى حل سياسي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويمهّد لمسار تفاوضي شامل يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

ومن المقرر أن يصل ولي العهد السعودي إلى واشنطن في 18 نوفمبر الجاري، حيث يعقد سلسلة لقاءات موسعة في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي، لمناقشة ملفات التعاون السياسي والدفاعي والاقتصادي، إلى جانب القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومسار الأوضاع في اليمن، والجهود الدولية لخفض التوترات في المنطقة.
وتُعد “اتفاقات أبراهام” واحدة من أبرز الملفات التي شكّلت تحولًا في السياسة الشرق أوسطية خلال السنوات الأخيرة. ففي 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقعت الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، قبل أن تنضم إليهما السودان والمغرب لاحقًا. وقد أطلقت إدارة ترامب آنذاك على هذه التفاهمات اسم “اتفاقات أبراهام”، بينما استخدمت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن توصيف “اتفاقيات التطبيع”.
ويترقب مراقبون أن تحمل زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة مؤشرات واضحة حول مستقبل العلاقات السعودية–الأميركية، وما إذا كانت الرياض ستقترب من مسار التطبيع، أم ستواصل ربطه بشروط سياسية ترتبط بالقضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام.