حوض النيل

الدعم السريع تستهدف محطة نفطية والجيش السوداني يرد ميدانيًا

السبت 15 نوفمبر 2025 - 05:09 م
هايدي سيد
الأمصار

في تصعيد جديد للصراع الدائر داخل جمهورية السودان، استهدفت قوات الدعم السريع صباح اليوم السبت محطة نفطية تقع في منطقة مخاليف بولاية النيل الأبيض، وفق ما نقلته قناة "العربية". وذكرت المصادر أن الهجوم نُفذ بواسطة طائرة مسيّرة، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية وأجبر السلطات على إجلاء جميع العاملين من الموقع.

وبحسب المعطيات الأولية، أدى الهجوم إلى مقتل مهندس سوداني وإصابة عدد من العاملين الآخرين داخل المحطة النفطية. ونقلت مصادر محلية أن الطائرات المسيّرة التي استخدمتها قوات الدعم السريع تسببت في أضرار بالغة داخل الموقع، ما دفع الجهات المختصة إلى تنفيذ عملية إخلاء شامل حفاظًا على حياة العاملين ومنع وقوع مزيد من الإصابات.

وتُعد هذه العملية من بين الهجمات الأكثر خطورة التي تستهدف المنشآت الحيوية في السودان خلال الأسابيع الماضية، في ظل استمرار التوتر الأمني بين طرفي النزاع.

في المقابل، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على منطقة كازقيل الواقعة على بعد 40 كيلومترًا جنوب مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. وكانت قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها على المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، مستفيدة من الفراغ الأمني واتساع رقعة المواجهات.

وأكدت مصادر عسكرية أن استعادة كازقيل يُعد تحولًا ميدانيًا مهمًا لصالح الجيش السوداني، لما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجية في خطوط الإمداد وحركة القوات.

كما توغلت قوات الجيش السوداني إلى داخل منطقة أم دم حاج أحمد في الولاية ذاتها، بعدما كانت قوات الدعم السريع قد دخلتها مؤخرًا وأدت أعمال القتال هناك إلى نزوح معظم سكانها. وأوضحت المصادر أن الجيش يعمل حاليًا على تأمين المنطقة وإعادة بسط الوجود الحكومي فيها لإتاحة عودة الأهالي.

وتأتي هذه التطورات ضمن تصاعد لافت في وتيرة الهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع على المنشآت الحيوية في السودان، خصوصًا في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض. وبحسب مراقبين، يشير استهداف المحطات النفطية والمنشآت الاقتصادية إلى مرحلة جديدة من الصراع تهدد ما تبقى من البنية التحتية الحيوية للدولة.

ويرى محللون أن الهجمات على مواقع النفط تمثل محاولة لقطع مصادر التمويل وتعطيل قدرات الاقتصاد السوداني، في وقت يواجه فيه المدنيون موجات نزوح واسعة ونقصًا حادًا في الخدمات الأساسية.

مع استمرار العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يبدو المشهد الأمني في البلاد مفتوحًا على مزيد من التصعيد. كما تحذر منظمات دولية من اتساع نطاق العنف في المناطق التي تشهد اشتباكات مستمرة، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

ويؤكد مراقبون أن استهداف محطة نفطية جديدة قد يدفع الحكومة السودانية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في مواجهة الدعم السريع، في وقت يحتاج فيه السودان إلى تهدئة عاجلة للحفاظ على ما تبقى من استقراره الاقتصادي والأمني.