أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن برلين تعتزم تخصيص نحو 150 مليون يورو لتمويل شراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا، في إطار استمرار دعمها لتعزيز القدرات الدفاعية لكييف.
وأوضح بيستوريوس، خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين جمعه بوزراء دفاع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا، أن هذا التمويل سيجري توفيره عبر مبادرة "قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية" (بورل)، التي أُطلقت في أغسطس الماضي.
وأشار الوزير الألماني إلى أن روسيا تواصل تنفيذ هجمات مكثفة تستهدف البنية التحتية للطاقة المدنية في أوكرانيا، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يسعى إلى جعل فصل الشتاء أكثر صعوبة على الأوكرانيين".
ولفت بيستوريوس إلى أن ألمانيا سبق أن موّلت حزمة دعم بقيمة 500 مليون يورو ضمن برنامج "بورل"، مؤكداً أن برلين ماضية في دعم أوكرانيا من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية وتلبية احتياجاتها العسكرية العاجلة.
كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في تقرير جديد، أن مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول حاول في وقت سابق هذا العام إنشاء قناة اتصال سرية مع الكرملين، في ظل مخاوف متزايدة لدى لندن وحلفائها الأوروبيين من تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصالحهم في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية نقلت عنها الصحيفة، فقد أجرى باول اتصالًا هاتفيًا مع يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لإيصال وجهة النظر البريطانية والأوروبية إلى موسكو، وسط مخاوف من أن تتخذ واشنطن نهجًا منفردًا في إدارة الملف الأوكراني بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
المصادر ذاتها أوضحت أن الاتصال لم يكن جزءًا من تحرك منسق من مجموعة السبع، بل جاء كمبادرة مستقلة من المملكة المتحدة، بدعم غير مباشر من بعض العواصم الأوروبية. وقال أحد المسؤولين الأوروبيين للصحيفة إن الخطوة البريطانية تعكس قلقًا أوروبيًا متناميًا من "الاعتماد الكامل على الأمريكيين" في التفاهم مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأضاف المصدر أن الاتصال بين باول وأوشاكوف لم ينجح في فتح قناة جديدة مع الدائرة المقربة من بوتين، واصفًا المحادثة بأنها "محاولة استثنائية لم تحقق نتائج تُذكر".
من جانبه، أكّد الكرملين صحة التواصل بين الجانبين، لكنه قلّل من أهميته، مشيرًا إلى أن "بريطانيا لم تُبدِ أي رغبة حقيقية في الاستماع إلى موقف روسيا"، وهو ما حال دون إحراز تقدم في الحوار، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الروسية.
وفي المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن التواصل مع الجانب الروسي "أمر طبيعي في سياق العلاقات الدبلوماسية"، موضحًا أن بريطانيا تحتفظ بقنوات اتصال رسمية من خلال سفارتها في موسكو.