شهدت الساعات الماضية تصاعدًا واسعًا في حالة الغضب المصري عقب تداول مشاهد لفرقة إسرائيلية تنظّم حفلات تؤدي فيها أغاني كوكب الشرق أم كلثوم دون أي تصريح أو إذن قانوني، ما دفع أسرتها ومحاميها إلى إعلان تحركات عاجلة لحماية حقوق الملكية الفكرية وصون التراث الفني المصري.
قال المستشار ياسر قنطوش، محامي أسرة أم كلثوم، إن الملكية الفكرية الخاصة بكوكب الشرق ليست مرتبطة بمدة زمنية محددة، بل تُعد حقًا ثابتًا للمبدع لا يجوز التعدي عليه بأي شكل.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج «يحدث في مصر» على قناة MBC مصر، أن أي استخدام لصوت أو أغاني أم كلثوم لا يمكن أن يتم دون تصريح رسمي من الشركة المالكة لحقوق الاستغلال، مؤكدًا أن الفرقة الإسرائيلية خالفت القوانين المصرية والدولية المنظمة لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
وأضاف قنطوش أن الشركة المكلفة بمتابعة حقوق أم كلثوم لم تقم بدورها بالشكل المطلوب، وأن أسرة الفنانة تستعد لاتخاذ إجراءات قانونية عاجلة ضد الجهة التي سمحت باستغلال صوت كوكب الشرق دون ترخيص.
وأكد أن الأوركسترا التي قدمت الأغاني “لا يحق لها قانونًا أداء أي مقطع أو تنظيم حفلة تعتمد على تراث أم كلثوم دون الحصول على إذن مسبق”، مشيرًا إلى أن الأسرة ستتابع الملف أمام الجهات القضائية المختصة.
من جانبها، عبّرت جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة أم كلثوم، عن رفضها القاطع لما وصفته بـ«السطو الفني» على تراث كوكب الشرق، مؤكدة أن تنظيم حفلات إسرائيلية لأغانيها يعد «اغتصابًا صريحًا للتراث المصري».

وقالت «الدسوقي»، إن أم كلثوم بمثابة “الهرم الرابع لمصر”، ورمزٌ وطني لا يجوز استغلاله أو تشويه إرثه الفني.
وأضافت بصوت ملؤه الغضب: «أم كلثوم هي مصر.. ولا نقبل إطلاقًا أن يُستغل صوتها في إسرائيل. لا وألف لا».
وأكدت أن ما جرى يمثل اعتداءً على تاريخ مصر الفني وعلى مكانة أم كلثوم التي ما زالت أعمالها تُقتبس وتُعاد بصور متعددة رغم مرور عقود على رحيلها.
تستند أسرة أم كلثوم في تحركاتها إلى قوانين حماية حقوق المؤلف التي تمنح ورثة الفنانة الحق الكامل في منع أو السماح باستغلال أعمالها صوتيًا أو بصريًا، داخل مصر وخارجها.
كما أن استغلال فنانين إسرائيليين لصوت كوكب الشرق — سواء عبر تسجيلات أصلية أو إعادة توزيع — يُعد خرقًا واضحًا لحقوق الأداء العلني وفق القوانين الدولية المنظمة للملكية الفكرية.

ويحذر خبراء قانونيون من أن السماح باستمرار هذا النوع من الاستغلال غير القانوني قد يفتح الباب أمام تعديات أخرى على تراث رموز فنية عربية، مؤكدين أن رد الفعل القانوني الرسمي مهم لحماية التاريخ الموسيقي المصري.
القضية لم تعد مجرد نقاش ثقافي، بل تحولت إلى ملف حقوقي وقانوني يتابعه الرأي العام المصري باهتمام. وفي الوقت الذي تواصل فيه فرقة إسرائيلية تقديم حفلات تعتمد على أغاني أم كلثوم، تتحرك أسرتها عبر القنوات القانونية لوقف ما تعتبره انتهاكًا لتراث مصر الفني.

ومع تصاعد ردود الفعل، يتوقع مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة خطوات رسمية جديدة، سواء داخل مصر أو عبر قنوات قانونية دولية، لحماية إرث «سيدة الغناء العربي».