أكد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وقائد حركة العدل والمساواة، الدكتور جبريل إبراهيم، أن الحكومة السودانية لن تدخل في أي تفاوض أو شراكة مع قوات الدعم السريع، مشددًا على أن القوات المسلحة ماضية في عملياتها لاسترداد كل المناطق التي فقدتها.
جاء ذلك خلال مخاطبته وقفة نسائية للتضامن مع مدينة الفاشر، أقيمت في العاصمة المؤقتة بورتسودان، حيث أوضح أن التضامن لا يقتصر على الفاشر وحدها، بل يشمل جميع ولايات السودان، مشيدًا بصمود سكان المدينة الذين قدّموا – بحسب وصفه – درسًا للعالم في الشجاعة والتحدي.
إبراهيم اعتبر أن ما تشهده البلاد من أحداث يكشف “بشاعة المشروع الغربي الذي تتبناه الإمارات عبر استخدام قوات الدعم السريع كأداة لإهانة وقتل المواطنين”، مضيفًا أن الوقفة النسائية تعكس رفض الشعب والمرأة السودانية للتعامل الدولي والإقليمي مع الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وتعهد الوزير بتحقيق النصر العسكري، قائلاً: “لن نسلم السودان لأحد، ولن نقبل بالوصاية، وسنمضي في طريق النضال حتى تحرير كل شبر من أرضنا.”
رحّب وزير الخارجية والتعاون الدولي في السودان، السفير محي الدين سالم بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ، مؤكداً أنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتصحيح الصورة أمام المجتمع الدولي.
وقال في تصريح لوكالة السودان للأنباء إن تسمية المليشيا الإرهابية والمرتزقة الذين استعانت بهم لارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء، يضع حداً لمحاولات مساواة الجيش القومي النظامي بمليشيا قبلية خارجة عن القانون.
وأضاف سالم أن اعتراف واشنطن بوحشية ممارسات الدعم السريع يرسل رسالة قوية للدول التي ما زالت تمدّها بالسلاح أو تسمح باستخدام أراضيها لإدخال المرتزقة، مشدداً على أن الوقت قد حان لمحاسبة قادة المليشيا ووقف نزيف دماء الشعب السوداني.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد صرّح في وقت سابق أن بلاده ستعمل على وقف توريد السلاح إلى قوات الدعم السريع، داعياً الدول الممولة إلى الكف عن دعم المليشيا التي وصفها بأنها مسؤولة عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في دارفور ومناطق أخرى.
ويأتي هذا الموقف ضمن سياسة أمريكية متصاعدة تجاه الأزمة السودانية، تهدف إلى الضغط على الأطراف المتورطة في النزاع، ومنع استمرار تدفق الأسلحة الذي يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد استقرار المنطقة.
دعا مسعّد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، محذراً من أن المعاناة الإنسانية هناك وصلت إلى مستويات كارثية.
وفي تصريح لصحيفة الشرق، شدد بولس على أن ملايين المدنيين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مؤكداً أن الهدنة المقترحة يجب أن تكون خطوة أساسية نحو سلام دائم، وليست مجرد وسيلة مؤقتة لإنقاذ الأرواح.
وأشار إلى أن استمرار القتال يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد استقرار المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بمسؤولياتها والوفاء بتعهداتها من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني.