«كريستيانو رونالدو»، الذي لطالما كان طوق النجاة للبرتغال، وجد نفسه في موقف عنوانه «الصدمة». بطاقة حمراء غير مُتوقعة في مباراة بدا أنها محسومة نظريًا، فتحت أبوابًا كثيرة من الأسئلة، وأغلقت باب الاطمئنان. في المقابل، دخلت «أيرلندا» التاريخ من أوسع أبوابه، إذ لم تكتفِ بإخراج النجم البرتغالي من المشهد، بل ضاعفت الضربة بخطف ثلاث نقاط ثمينة أربكت حسابات التأهل. ووسط غياب «رونالدو» عن بقية المباراة، بدت «البرتغال» كتشكيلة فقدت قائدها وضلّت طريقها، لتعود بخسارة مُؤلمة تزيد من وعورة الرحلة إلى «المونديال».
وتعثر منتخب «البرتغال»، أمام نظيره «أيرلندا»، بثنائية دون رد (2/0)، في المباراة التي جمعتهما على ملعب «أفيفا» بالعاصمة الأيرلندية «دبلن»، ضمن منافسات الجولة (الخامسة) في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
شهدت مباراة أيرلندا ضد البرتغال تعرُّض «كريستيانو رونالدو» للطرد عقب تعمده ضرب لاعب أيرلندا بدون كرة، مما جعل (VAR) يتدخل ويمنح «رونالدو» طرد مباشر.
ويتصدر منتخب «البرتغال» بقيادة الأسطورة «كريستيانو رونالدو» جدول ترتيب المجموعة السادسة برصيد (10) نقاط من (4) مباريات، بينما يحتل المنتخب «الأيرلندي» المركز الثالث بـ (7) نقاط، خلف «المجر» التي تحتل المركز الثاني بـ (8) نقاط، في حين يتذيل المجموعة منتخب «أرمينيا» برصيد (3) نقاط.
منتخب «البرتغال» لم يحسم تأهله إلى كأس العالم بعد خسارته أمام «أيرلندا»، وكان أمام رفاق «كريستيانو رونالدو» فرصة للتأهل أيضًا حال التعادل، لكن بشرط «عدم فوز المجر على أرمينيا ضمن نفس الجولة».
وحدد الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، (الخامس من ديسمبر) المُقبل موعدًا لسحب مراسم سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026، في مركز «كينيدي للفنون» في العاصمة الأمريكية «واشنطن»، ومن المُنتظر أن تقوم قناة «بي إن سبورت» الرياضية الإخبارية بإذاعة مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026.
من ناحية أخرى، بعد سنوات من الغياب والخيبات المُتراكمة، دخل منتخب «النرويج»، مواجهة نظيره «إستونيا»، وهو يحمل أوزان الماضي فوق أكتافه. لكن «هالاند» رفض أن يكون جزءًا من التاريخ القديم؛ فحوّل المباراة إلى ملحمة تسجيل، وفتح الباب من جديد نحو «المونديال» برباعيته المُدُمّرة (4/1)، ضمن الجولة (الثامنة) من التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 في أمريكا والمكسيك وكندا.
ورفع هذا الفوز رصيد «النرويج» إلى (21) نقطة في صدارة المجموعة (التاسعة)، مُبتعدًا بست نقاط عن المنتخب «الإيطالي» صاحب المركز الثاني، ليضمن بطاقة التأهل المباشر قبل جولة واحدة من نهاية التصفيات بعد غياب دام (6) نسخ. على الجانب الآخر، تجمّد رصيد «إستونيا» عند (4) نقاط في المركز الرابع.
شهدت المباراة تألق النجمين «ألكسندر سورلوث» و«إيرلينج هالاند»، حيث سجّل «سورلوث» هدفين مُتتاليين في الدقيقتين (50) و(52)، قبل أن يُضيف «هالاند» الهدفين الثالث والرابع في الدقيقتين (56) و(62)، فيما سجّل منتخب «إستونيا» هدفه الوحيد عن طريق «روبي سارما» في الدقيقة (64).
في مباريات أخرى ضمن التصفيات، حقق منتخب «المجر»، فوزًا ثمينًا على نظيره «أرمينيا» بهدف دون رد سجله «بارناباس فارجا» على ملعب «فازكين سركيسيان»، ليُعزز موقعه في المركز الثاني برصيد (8) نقاط، بينما بقيت «أرمينيا» في ذيل الترتيب بثلاث نقاط. كما واصلت «آيسلندا» عروضها القوية بفوزها على «أذربيجان» لتُعزز موقعها في جدول ترتيب المجموعة.
بهذا الانتصار الكبير، يُؤكّد منتخب «النرويج» عودته بقوة إلى الساحة العالمية، ويظلّ «هالاند» محور الإثارة والتوقعات، فيما يتطلّع منتخب «إيطاليا» إلى مباراة الحسم أمام نظيره «مولدوفا» لتحديد هوية المتأهل الثاني.
وبين هتاف الجماهير وصدى الأهداف الأربعة، بدا واضحًا أن «النرويج» لم تعد كما كانت؛ لقد عادت أقوى، وأخطر، وأكثر شغفًا، فيما يمضي «هالاند» نحو كتابة أسطورته الدولية بلا توقف.