يواصل نادي سندرلاند الإنجليزي كتابة واحدة من أجمل قصص النجاح في عالم كرة القدم الأوروبية، بعد عودته التاريخية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عقب ثماني سنوات من الغياب، ليصبح هذا الموسم أحد أبرز مفاجآت البريميرليج وأحد أكثر الفرق إثارة للإعجاب من حيث الأداء والنتائج.
الفريق الملقب بـ "القطط السوداء" يعيش واحدة من أفضل فتراته الكروية في العصر الحديث، حيث يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 19 نقطة، جمعها من 5 انتصارات و4 تعادلات مقابل هزيمتين فقط. وسجل لاعبوه 14 هدفًا، فيما استقبلت شباكه 10 أهداف، وهو ما يعكس التوازن الكبير الذي يقدمه الفريق بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية.
ويُعد ملعب النور أحد أسرار نجاح سندرلاند هذا الموسم، بعدما تحوّل إلى حصن منيع أمام كبار البريميرليج، إذ لم يعرف الفريق طعم الخسارة على أرضه في آخر خمس مباريات متتالية، كان آخرها تعادل مثير أمام المتصدر آرسنال بنتيجة (2-2)، في مباراة أكدت أن سندرلاند لم يعد مجرد فريق صاعد بل قوة حقيقية قادرة على مقارعة الكبار.
أما عن قصة العودة، فقد كانت درامية بكل المقاييس. فبعدما أنهى سندرلاند الموسم الماضي في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية متأخرًا بـ24 نقطة عن ليدز يونايتد وبيرنلي، خطف بطاقة الصعود إلى البريميرليج بطريقة مذهلة، بعد فوزه على شيفيلد يونايتد بهدف قاتل في الدقيقة الـ95 من نهائي ملحق الصعود، ليعلن عودته إلى الأضواء من الباب الكبير.
المفارقة أن الفريق الذي كان ثالث الصاعدين في ترتيب الموسم الماضي، يتفوق الآن على بيرنلي وليدز في جدول الدوري، متربعًا ضمن الأربعة الكبار بفضل منظومة متماسكة يقودها المدير الفني الفرنسي ريجيس لو بريس.
المدرب الفرنسي الذي جاء بخطة طموحة تدمج بين الانضباط الدفاعي والضغط العالي، نجح في جمع 18 نقطة في أول 10 مباريات، وهو أفضل إنجاز يحققه نادٍ صاعد منذ موسم 2008-2009، عندما جمع هال سيتي 20 نقطة في نفس الفترة قبل أن يتراجع لاحقًا.
ويرى مراقبون أن سندرلاند يقدّم نموذجًا فريدًا في كيفية بناء فريق منافس رغم محدودية الموارد، حيث يعتمد النادي على مزيج من اللاعبين الشباب والمخضرمين، إلى جانب روح جماعية عالية زرعها المدرب لو بريس في صفوف الفريق.
ومع استمرار الأداء المتصاعد للفريق، يحلم جمهور سندرلاند بأن تتحول هذه البداية المذهلة إلى إنجاز تاريخي يضمن للفريق مركزًا مؤهلًا للبطولات الأوروبية، في واحدة من القصص التي قد تخلّدها ذاكرة الدوري الإنجليزي الحديث.