وسط استمرار تصاعد الصراع في «أوكرانيا»، ومع كل محاولة دولية لوقف النزيف، جاء وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، ليُثير تساؤلات جديدة حول نية «روسيا» في إنهاء الأزمة. فقد عبّر عن شكوكه العميقة حِيال استعداد موسكو لحل النزاع، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات في هذا الملف الساخن.
وفي التفاصيل، زعم ماركو روبيو، اليوم الخميس، أن «روسيا» لا تُبدي، في الوقت الراهن، أي رغبة في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في «أوكرانيا».
وقال «روبيو»، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في مقاطعة أونتاريو الكندية: «حتى هذه اللحظة، تقديرات واشنطن تُشير إلى أن روسيا لا ترغب في التوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا في الوقت الحالي».
وأضاف الوزير الأمريكي: «هذا هو التقييم الوحيد الذي يُمكننا تقديمه في هذه المرحلة.. نود أن نرى نهاية لهذه الحرب».
وكان المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، قد أكّد يوم الأربعاء، أن «روسيا ما زالت مُستعدة للحوار والتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا»، غير أن الدول الأوروبية والسُلطات في كييف تُظهر رفضًا تامًا لأي خطوات في هذا الاتجاه.
يُذكر أن «روسيا وأوكرانيا» عقدتا ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة في إسطنبول، أفضت إلى تبادل للأسرى، كما سلّمت موسكو الجانب الأوكراني جثامين عسكريين قُتلوا خلال المعارك. وتبادل الطرفان أيضًا مشاريع مذكرات تتعلق بسُبل التسوية.
من ناحية أخرى، في لحظة سياسية محورية تشهد فيها «الولايات المتحدة» تحوُّلات كبيرة، خرج وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو» ليُشعل الجدل مُجددًا، مُعلنًا عن تكهناته حول من قد يكون الخليفة المُنتظر للرئيس «دونالد ترامب»، وسط أجواء مشحونة بالتكهنات والتوقعات التي تلهب الساحة السياسية.
وفي هذا الصدد، صرّح ماركو روبيو، أن نائب الرئيس الأمريكي، «جيه دي فانس»، قد يُصبح المرشح الرئاسي القادم للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المُقبلة بالولايات المتحدة.
وقال روبيو: «حسنا، أعتقد أن المرشح الجمهوري القادم سيكون نائب الرئيس فانس، إذا قرر الترشح للمنصب. إنه صديق عزيز لي، ويقوم بتنفيذ مهامه بشكل رائع».
وشدد وزير الخارجية الأمريكي على علاقاته الجيدة مع «فانس»، ونوه بقيام علاقات عمل طيبة بينهما ضمن إدارة دونالد ترامب الحالية، وهو ما سيكون له تأثير مُثمر على التعاون في المستقبل.
وتابع ماركو روبيو: «أود القول إنه توجد لدينا مجموعة عمل رائعة، ونحن جميعًا نعمل لصالح الرئيس».
وفي نهاية شهر مايو الماضي، قدمت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، المؤثرة قائمة تضم (7) مُرشحين مُحتملين لخلافة «ترامب» في سباق ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2028، بما في ذلك نجله الأكبر، «دونالد ترامب جونيور».
وفي وقت سابق، نفى دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة (NBC)، التقارير التي تُفيد بأنه يعتزم الترشح لولاية ثالثة، مُوضحًا أنه سيُغادر «البيت الأبيض» في نهاية ولايته الثانية و«لن يسعى للعودة إلى المنصب المذكور».
من جهة أخرى، في تصريح يعكس تحولًا جوهريًا في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، أن واشنطن لم تعد تُقدّم الأسلحة لكييف على شكل مساعدات مجانية، بل بدأت ببيعها، في خطوة تُفسَّر على أنها محاولة لإعادة ضبط العلاقة الدفاعية وسط ضغوط داخلية ومالية مُتزايدة.