الشام الجديد

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يدين اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية

الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 07:18 م
مصطفى سيد
الأمصار

أدان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، اعتداءات المستوطنين الأخيرة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مؤكداً أن هذه الأفعال "تمثل تجاوزاً للخط الأحمر" وتعد مخالفة للقوانين العسكرية والأعراف المعمول بها.

وجاءت تصريحات زامير خلال مناورات عسكرية واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، بمشاركة فرقة الضفة الغربية، بهدف تعزيز جاهزية القوات للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية، بما في ذلك الهجمات المفاجئة والتهديدات الإرهابية المحتملة. وأوضح زامير أن الجيش يركز على تطوير عقيدته الأمنية بحيث يكون قادراً على التحرك السريع لإحباط أي تهديد قبل أن يتفاقم، مشيراً إلى أن "أحد أهم دروس السابع من أكتوبر يتمثل في مسؤولية الدفاع المسبق والتعامل مع التهديدات فور ظهورها".

وأكد رئيس أركان جيش الاحتلال أن "السيناريوهات التي نتدرب عليها هي احتمالات يجب ألا نصل إليها، وعلينا أن نتحرك لإحباط التهديد قبل أن يصل إلى أبوابنا"، موضحاً أن الهدف من التدريبات هو تعزيز الجاهزية العسكرية وتحسين سرعة الاستجابة في مواجهة أي عمليات معادية.

وفيما يخص اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، شدد زامير على أن الجيش الإسرائيلي "لن يتسامح مع أقلية من المجرمين الذين يشوهون سمعة جمهور ملتزم بالقانون"، مضيفاً أن هذه الأعمال تؤدي إلى تشتيت الانتباه عن المهام الأساسية للجيش، والتي تشمل "الدفاع عن المستوطنات وتنفيذ النشاطات الهجومية المخططة". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يولي أهمية قصوى للحفاظ على النظام والانضباط داخل مناطق السيطرة الإسرائيلية، مع ضمان حماية المستوطنين من أي أعمال عنف محتملة.

وتابع زامير أن قوات الاحتلال ستواصل تعزيز وجودها في الضفة الغربية "لإحباط الإرهاب ومنع أي تهديدات"، مشدداً على أن "تعزيز الاستيطان جزء من منظومة الأمن القومي الإسرائيلي"، في إشارة إلى السياسات الأمنية والسياسية التي تتبعها تل أبيب لتعزيز السيطرة على الأراضي المحتلة.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في الضفة الغربية، حيث تشهد مناطق متعددة مواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين، ما دفع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحذير من خطورة هذه الأحداث على الاستقرار الإقليمي، داعين جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين.

وأشار محللون إلى أن مواقف زامير تعكس استراتيجية الجيش الإسرائيلي في الجمع بين تعزيز الاستيطان والعمليات العسكرية، وهو ما يعد جزءاً من السياسة الشاملة لإسرائيل في الضفة الغربية، ما يثير جدلاً واسعاً على الصعيدين المحلي والدولي.

كما أكد مراقبون أن تصريحات رئيس أركان الجيش تأتي ضمن رسائل تهدف إلى تهدئة الرأي العام الإسرائيلي، وإظهار التزام الجيش بالسيطرة على أي عناصر خارجة عن القانون بين المستوطنين، مع الحفاظ على استقرار العمليات العسكرية في مناطق الضفة الغربية.

وتختتم تصريحات زامير بالإشارة إلى استمرار الجيش الإسرائيلي في تعزيز قدراته الأمنية في كافة المناطق الحساسة بالضفة الغربية، بما يضمن حماية المستوطنات وملاحقة أي محاولات تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، مع الالتزام بالخطط العسكرية المرسومة للتعامل مع جميع السيناريوهات المحتملة.