تمكنت قوة بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي من السيطرة على قارب شراعي يرفع العلم الإيراني قبالة السواحل الصومالية، بعد استخدامه من قبل قراصنة الأسبوع الماضي في محاولة مهاجمة ناقلة نفطية.
وأكدت السلطات الأوروبية أن طاقم القارب بخير، فيما تتابع العملية الأمنية مع السلطات الصومالية لتعقب هوية القراصنة ومكانهم.
وقالت القوة البحرية الأوروبية، المعروفة باسم "عملية أتالانتا"، إن القارب الشراعي تم تتبعه عن كثب بواسطة سفينة القيادة التابعة للعملية، بالإضافة إلى سفينة حربية من البحرية الهندية، مؤكدة مراقبته بشكل مستمر بعد أن تركه القراصنة على الساحل الشمالي الغربي للصومال.
وأشار بيان العملية إلى أن القراصنة استولوا على القارب في أوائل الشهر الجاري، واستخدموه بعد أيام لمحاولة الصعود على متن الناقلة "هيلاس أفروديت" التي ترفع علم مالطا، وكانت تحمل شحنة بنزين متجهة إلى جنوب إفريقيا قادمة من الهند. وتمكنت القوة البحرية الأوروبية من تأمين الناقلة يوم الجمعة الماضية، دون وقوع إصابات أو خسائر.

ويأتي هذا الحدث بعد سلسلة من الهجمات الأخيرة على السفن في منطقة القرن الإفريقي، مما أعاد إلى الأذهان التهديدات التي شكلها القراصنة الصوماليون على مسارات الشحن الدولية، خصوصاً ناقلات منتجات الطاقة والسلع الحيوية. رغم تراجع نشاط القراصنة الصوماليين في السنوات الأخيرة نتيجة الحملات العسكرية الغربية وعمليات مراقبة البحار، إلا أن الحوادث مثل هذه تؤكد استمرار التحديات الأمنية في المنطقة.
وكان آخر حادث مماثل وقع في مايو 2024، عندما صعد قراصنة مشتبه بهم على متن سفينة ترفع علم ليبيريا على بعد نحو 380 ميلاً بحرياً شرقي مقديشو. وأدت عملية إنقاذ قامت بها القوات البحرية الأوروبية إلى تأمين طاقم السفينة المؤلف من 17 شخصاً بعد نزولهم باستخدام الحبال على متن السفينة.
وتسعى عملية أتالانتا منذ سنوات إلى تأمين طرق الملاحة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي، وحماية السفن من أي هجمات قرصنة محتملة، بالتعاون مع دول المنطقة والبحرية الدولية. وتستمر جهود العملية في مراقبة السواحل الصومالية بشكل دائم، لتعزيز الأمن البحري وحماية حركة التجارة العالمية، خاصة لشحنات النفط والسلع الأساسية.
ويؤكد الخبراء أن مثل هذه العمليات البحرية الدولية تعد ضرورية للحد من تهديدات القراصنة وضمان استمرار تدفق التجارة البحرية بشكل آمن، في ظل استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية في منطقة القرن الإفريقي.