في خطوة دبلوماسية تعكس اهتماماً إقليمياً متزايداً بالأزمة السودانية، وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى مدينة بورتسودان يوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025، في زيارة ثنائية تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة تطورات النزاع الداخلي في السودان.
أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن الوزير بدر عبد العاطي توجه إلى مدينة بورتسودان في زيارة ثنائية، يجري خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين السودانيين. وتهدف هذه المباحثات إلى استعراض آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، وتبادل الرؤى حول مستجدات الأزمة السودانية، إضافة إلى دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية شاملة تحفظ أمن السودان واستقراره. وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه السودان تصاعداً في التوترات الداخلية، ما يجعل الحوار الإقليمي عاملاً محورياً في مساعي التهدئة.
أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن وزير الخارجية المصري يحمل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تتعلق بالمبادرة الأميركية المطروحة لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وتأتي هذه الرسالة في إطار التنسيق السياسي بين القاهرة والخرطوم، في ظل تعقيدات المشهد السوداني وتعدد المبادرات الدولية الرامية إلى وقف القتال وإطلاق عملية سياسية شاملة.
أشارت المصادر ذاتها إلى أن الحكومة السودانية لا تزال متمسكة بموقفها الرافض للتفاوض مع قوات الدعم السريع، خاصة بعد سقوط مدينة الفاشر والانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات بحق المدنيين. ويعكس هذا الموقف توجهاً واضحاً لدى القيادة السودانية نحو الحسم العسكري، بعيداً عن مسارات التفاوض، وهو ما يضع تحديات إضافية أمام المبادرات الإقليمية والدولية الساعية إلى إنهاء النزاع.
أكدت المصادر أن الحكومة السودانية اتخذت موقفاً موحداً يدعو إلى حسم التمرد عبر التعبئة العامة، وبدأت بالفعل في فتح معسكرات التدريب في مختلف ولايات السودان. ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية عسكرية تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع، وسط استمرار العمليات القتالية في عدة مناطق من البلاد. ويُنظر إلى هذه التعبئة كجزء من رد رسمي على المبادرات السياسية المطروحة، في ظل تمسك الخرطوم بخيار المواجهة العسكرية.