حوض النيل

السودان.. مناوي: الفاشر مدينة أطفأتها الحرب وكتب أبناؤها البطولة بالدم

الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 03:24 م
غاده عماد
الأمصار

وصف حاكم دارفور مني أركو مناوي مدينة الفاشر بأنها تحولت من عاصمة للسلام والعزة إلى شاهد حي على الخراب والتطهير العرقي، في ظل تصاعد العنف وانهيار البنية المدنية.

وقال مناوي إن المدينة، التي كانت رمزًا للسلام والكرامة، غارقة الآن في الدمار، حيث سويت المنازل بالأرض، وأحرقت الأسواق، وخلت المستشفيات من الأطباء والأدوية. وأضاف أن نصف سكانها فقدوا حياتهم، بعضهم استشهد، وآخرون دفنوا تحت الأنقاض، بينما فرّ الكثيرون نازحين إلى مناطق أخرى، فيما يواجه الباقون الجوع والخوف في ظل غياب الخدمات الأساسية، ما يعكس حجم الانهيار الذي طال المدينة.

وأوضح أن كل زاوية في الفاشر تحمل قصة مقاومة، وكل شارع يشهد على دمعة أم ودعاء أب وصوت طفل يبحث عن الحياة وسط الركام، موجّهًا تحية إلى سكان المدينة وشهدائها الذين كتبوا معنى البطولة بالدم، مؤكدًا أن ما حدث يمثل وصمة عار على من تسبب في تدميرها وقتل أبنائها.

وختم مناوي حديثه بالتأكيد على أن الفاشر ستنهض من جديد، وأن العودة إليها حتمية، لأن المدن التي تُبنى على الإيمان لا تموت، مضيفًا أن الفاشر ستظل رمزًا للثبات والنضال مهما طال ليل الخراب، معبرًا عن تمسك القيادة المحلية بالأمل في استعادة المدينة رغم الدمار الكبير.

حكومة دارفور: قوات الدعم السريع تعتقل كل من يخرج من الفاشر

أكدت حكومة ولاية دارفور، في السودان، أن قوات الدعم السريع تقوم بملاحقة واعتقال أي شخص يحاول الخروج من مدينة الفاشر، وذلك ضمن الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها للحفاظ على السيطرة في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في المنطقة.

وأفادت مصادر رسمية لقناة "العربية" أن السلطات السودانية خصصت مراكز إيواء في مدينة الأُبيض لاستقبال النازحين القادمين من الفاشر، في محاولة لتقديم الدعم الإنساني الطارئ لهم وسط الظروف الصعبة التي يواجهونها. وأكدت الحكومة أن الجيش السوداني ينتشر في الأُبيض ومحيطها ويتصدى لأي هجمات محتملة، مشيرة إلى أن المدينة لا تزال صامدة ولا صحة للتقارير التي تداولتها قوات الدعم السريع حول اقترابها من السيطرة على المنطقة.وفي سياق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في المنطقة، يشهد الفاشر والولايات المحيطة به موجة نزوح واسعة، مع تزايد الحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى للآلاف من الأسر المتضررة. ويعمل موظفو الإغاثة والسلطات المحلية على تنسيق الجهود لضمان وصول المساعدات للنازحين وتوفير الأمن والحماية لهم، وسط المخاوف من استغلال الوضع من قبل الجماعات المسلحة.

هذا ويأتي هذا التطور في وقت تواصل فيه الحكومة السودانية تعزيز الإجراءات الأمنية في مناطق النزاع، بينما يظل المدنيون الأكثر تضرراً بين فكي الأزمة المسلحة والتهجير القسري، الأمر الذي يستدعي استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية.

وفي سياق آخر، أفادت مصادر طبية اليوم، الأحد، بأن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 69 ألفاً و176 شخصاً، بينهم أغلبية من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، في حين بلغ عدد الإصابات 170 ألفاً و690 جريحاً. ولا تزال فرق الإسعاف والإنقاذ غير قادرة على الوصول إلى العديد من الضحايا تحت الأنقاض، مما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية في المنطقة،

الخبر يسلط الضوء على مأساة المدنيين في كل من السودان وغزة، مع التركيز على الإجراءات الأمنية والتحديات الإنسانية التي تواجهها المجتمعات المحلية نتيجة النزاع والعدوان.