دراسات وأبحاث

خطة أمريكية لحسم معركة أنفاق رفح.. ويتكوف وكوشنر يقودان مفاوضات لترحيل مقاتلي حماس

الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 03:18 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

وصل المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى إسرائيل في زيارة تهدف إلى دفع جهود أمريكية لحل أزمة حساسة تتعلق بمقاتلي حركة حماس المحاصرين داخل شبكة الأنفاق في مدينة رفح، بحسب مسؤول أمريكي رفيع نقلت عنه تقارير إعلامية.

 المقترح الذي تبلور خلال مشاورات مكثفة مع جهات دبلوماسية وإقليمية يضع حلًّا يتضمن ترحيلاً مشروطاً للمقاتلين إلى دولة ثالثة مقابل تعهدهم بالتخلي عن السلاح ووقف الأنشطة العسكرية خطوة تعتبرها واشنطن تجربة نزع سلاح يمكن توسيعها لاحقاً في قطاع غزة.

أُعدّ الاقتراح بمعرفة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبمساندة وساطة إقليمية قادتها أطراف مثل تركيا وقطر ومصر، وفق ما نقلته المصادر.

 وتقوم الفكرة الأساسية على أن مقاتلي حماس الموجودين داخل الأنفاق في رفح يشكلون «بؤرة توتر» أدت إلى موجتين من التصعيد وهددت وقف إطلاق النار الهش في القطاع، ومن هنا جاءت محاولة تحويل هذا الملف من تهديد أمني إلى «مشروع تجريبي» لنزع سلاح جماعي ومنظم.

أنفاق غزة... «حرب أدمغة» بدأتها إسرائيل قبل «حماس»

معالم الخطة المقترحة

وفقاً لما وصفه مسؤول أمريكي، تتألف خطة ويتكوف وكوشنر من عدة مراحل متسلسلة تهدف إلى تفكيك بنية الأنفاق وتحييد العناصر المسلحة فيها دون اندلاع معارك طويلة داخل الأحياء السكنية:

وقف مؤقت للعمليات : أولياً، يتم إقرار تهدئة كاملة في منطقة رفح لتأمين ممرات آمنة ولإتاحة المجال للمفاوضات وتنفيذ المراحل اللاحقة.

استسلام مشروط وتسليم الأسلحة: يُطلب من مقاتلي حماس المستهدفين داخل الأنفاق الاستسلام وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث متفق عليه (مصر أو قطر أو تركيا) كضامن لالتزامهم بعدم العودة إلى القتال.

نقل إلى مناطق تحت سيطرة حماس أو إلى دولة ثالثة: تُمنح المجموعة إما ممرات آمنة للوصول إلى مناطق داخل غزة تسيطر عليها حماس، أو ترحيلهم إلى دولة ثالثة تقبل استضافتهم مع شروط إعادة استقرار ومراقبة.

تدمير الأنفاق: بعد إخراج المقاتلين، تأتي عملية منهجية لتدمير شبكة الأنفاق وبدء عمل هندسي وتقني للتأكد من عدم إعادة استخدامها كأساس للعملية العسكرية.

ضمانات بعدم الانتكاس: تشمل الخطة بنود رقابية ومراقبة دولية وإقليمية تضمن التزام المقاتلين والإطار السياسي في غزة بعدم استئناف العمل العسكري.

هيئة البث العبرية: إسرائيل لم تدمر سوى ربع أنفاق حماس في غزة

الوسيطون والدور الإقليمي

أحد عناصر الخطة هو توظيف قنوات وساطة إقليمية، إذ ذُكر أن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن اجتمع مؤخراً بممثلي حماس في إسطنبول برؤية تيسير التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار ومراحل ما بعده.

 وتقول الأطراف الأمريكية إن وجود وسطاء مثل تركيا وقطر ومصر سيمنح العملية شرعية إقليمية ويزيد من فرص تطبيق بنود الاتفاق على الأرض.

من جهة ثانية، أفاد الوسيط الأمريكي بشارة بحاح بأن تفاهمات سابقة تطرقت لمنح مقاتلي حماس في رفح «ممرًا آمنًا» داخل مناطق تسيطر عليها الحركة، مع وعود إسرائيلية بعدم توقيفهم أو ملاحقتهم شريطة التخلي عن السلاح وعدم العودة إلى العمل العسكري.

ويتكوف وكوشنر في تل أبيب.. لبحث ثاني مرحلة من خطة غزة

تحديات التطبيق والانعكاسات المحتملة

رغم التفاصيل، تشوب الخطة تحديات سياسية وعملية كبيرة، أولها موقف إسرائيل الذي يوصف بأنه «متصلب كالعادة» حسب مسؤول أمريكي؛ فالتسليم والرحيل المشروط لمقاتلين مسلحين داخل أنفاق تشكّل تهديداً مباشراً للأمن الإسرائيلي لا يزال محل جدل داخلي شديد. ثانياً، ثقة حماس والضمانات التي تطلبها للقبول بنقل مقاتليها إلى دول ثالثة أو السماح لهم بالتحرك داخل غزة، تمثل نقطة تفاوض حساسة.

ثالثاً، هناك مخاوف من أن تكون أي «تجربة» ناجحة محدودة التأثير على الأرض بسبب تعقيدات بنية العمل المسلح داخل القطاع، وتداخل المدنيين مع البنى التحتية العسكرية مثل الأنفاق. كما أن قبول دولٍ ثالثة لاستضافة مقاتلين حماس قد يواجه ضغوطاً سياسية داخلية وإقليمية.

ماذا نعلمُ عن شبكة أنفاق “حماس”؟‎ – جنوب 360

هدف واشنطن واستراتيجيتها

تقول المصادر الأمريكية إن الهدف ليس فقط حل أزمة رفح بحد ذاتها، بل تقديم نموذج يمكن اعتماده لاحقاً لتقليل تسلح الجماعات داخل غزة تدريجياً.

 وتعتبر الإدارة أن تحويل المشكلة الأمنية إلى صفقة سياسية-ميدانية مع ضمانات دولية قد يفتح طريقاً لخفض الخطر وإعادة استقرار وقف إطلاق النار.

هذا التقرير اعتمد على إفادات مسؤولة ونصوص متداولة بين الأطراف المعنية التي زودتنا بها مصادر إعلامية، ويمثل صورة مبدئية لخطة اقتراحية لا تزال موضع مفاوضات ومشاورات دولية وإقليمية. لم يكن ممكناً التحقق من كل تفاصيل التطبيق الميداني في غياب مصدر مفتوح واحد موثوق؛ لكن ما سبق يجمع عناصر الخطة ومخاطرها المحتملة كما صيغت في الوثائق الأولية.