حوض النيل

الأمم المتحدة: السودان يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم بـ12 مليون شخصًا

الأحد 09 نوفمبر 2025 - 06:20 م
هايدي سيد
الأمصار

أكدت الأمم المتحدة أن السودان يعيش واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، مع تجاوز عدد المهجرين داخليًا وخارجيًا حاجز 12 مليون شخص، في ظل استمرار القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام ونصف، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة على المستويين الإقليمي والدولي.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الأزمة السودانية باتت تمثل "أكبر حالة نزوح قسري في العالم"، مشيرة إلى أن آلاف الأسر ما تزال تفر يوميًا من مدن مثل الفاشر وولايات دارفور المختلفة، بسبب تصاعد الاشتباكات والعمليات العسكرية. وأضافت أن معظم النازحين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، دون مأوى أو غذاء أو رعاية صحية كافية، فيما تتزايد أعداد اللاجئين إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان ومصر.

وفي سياق متصل، قال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن ملايين السودانيين بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، لافتًا إلى أن المدنيين وعمال الإغاثة يتعرضون للاستهداف والقتل دون محاسبة حقيقية للجناة. وأشار لاركيه إلى أن العنف الجنسي ينتشر بشكل مقلق في بعض المناطق المتأثرة بالنزاع، مطالبًا بضرورة اتخاذ إجراءات دولية لحماية النساء والأطفال وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

وأضاف المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني في السودان "يتدهور بشكل يومي"، حيث تُمنع قوافل الإغاثة أحيانًا من الوصول إلى المناطق المحاصرة، وهو ما يفاقم من معاناة السكان. ودعا لاركيه جميع الأطراف المتحاربة إلى ضمان وصول آمن ودائم للمساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإغاثي، إلى جانب دعم المنظمات المحلية التي تعمل في ظروف شديدة الصعوبة.

من جانبه، وصف شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الوضع في السودان بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم بكل المقاييس"، موضحًا أن نحو 25 مليون شخص – أي ما يعادل نصف عدد سكان البلاد – يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. وأضاف أن ما يقرب من خمسة ملايين طفل وأم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يهدد بحدوث كارثة صحية قد تمتد آثارها لأجيال قادمة.

ويأتي هذا التحذير الجديد في وقت تحذر فيه منظمات دولية أخرى من أن استمرار الحرب في السودان قد يدفع البلاد نحو انهيار شامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، ما لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يسمح بعودة الاستقرار وبدء جهود إعادة الإعمار والإنقاذ الإنساني.