في ظل تصاعد العنف في السودان، أثارت تصريحات رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس جدلاً واسعًا حول مستقبل البلاد بعد طرحه فكرة ضم السودان إلى مصر كحل جذري لإنهاء الأزمة المستمرة. جاء هذا في تفاعل مع تدوينة نشرها حساب يحمل اسم "Amr El-Sayed"، اقترح فيها ضم السودان إلى مصر. رد ساويرس قائلاً: "كنا بلد واحد الله يجازي اللي كان السبب في الفرقة". كما عبر ساويرس عن حزنه العميق تجاه ما يحدث في السودان، مشيرًا إلى "القلوب المكسورة" بسبب عدم التفاوض وعدم الاعتراف بالضحايا في الصراع المستمر. تصريحاته تزامنت مع تقارير عن مذبحة مئات المدنيين في مدينة الفاشر، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وسط نزاع أودى بحياة أكثر من 150 ألف شخص منذ بداية الحرب في 2023.
لم يكن ساويرس الوحيد الذي تحدث عن مستقبل السودان في سياق العلاقة مع مصر. الإعلامي المصري توفيق عكاشة أثار هو الآخر جدلًا خلال ظهوره في برنامج "السؤال الصعب" على قناة سكاي نيوز عربية. عكاشة طرح رؤية لإعادة تشكيل خرائط الشرق الأوسط، مؤكّدًا أن السودان، إلى جانب غزة وشرق ليبيا، يجب أن يعود إلى السيادة المصرية. واعتبر أن هذه المناطق كانت جزءًا من مصر التاريخية منذ آلاف السنين وأن انفصالها لم يجلب سوى التدهور والانقسامات. واصفًا ما يحدث في السودان بأنه جزء من صراع دولي أكبر، أكد عكاشة أن ما يحدث ليس مجرد أزمة داخلية بل "معركة يوم القيامة"، داعيًا إلى إعادة رسم الحدود الجغرافية والسياسية للمنطقة.
عكاشة أضاف أيضًا تساؤلات حول سلام مصر مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن العلاقة بين البلدين قد تكون مجرد واجهة سياسية تخفي توترات غير معلنة، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية الكبرى. كما حذر من تحول السودان إلى ساحة نفوذ دولي جديدة، مما قد يستدعي إعادة النظر في موقعه الاستراتيجي. ورأى أن انهيار نظام الحكم في السودان وتفكك مؤسسات الدولة قد يعرض البلاد لإعادة تشكيل وفقًا لمصالح القوى الكبرى.
هذه التصريحات لم تكن جديدة بالنسبة لعكاشة، فقد طرح ذات الأفكار في لقاءات سابقة، مثلما حدث في مقابلة له مع الإعلامي مجدي الجلاد على قناة مصراوي. في كلا المناسبتين، أكد عكاشة رؤيته بضرورة عودة حدود مصر إلى امتدادها التاريخي، ليشمل شرق ليبيا والسودان وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه المناطق كانت جزءًا من الدولة المصرية منذ آلاف السنين. ورغم إصراره على هذا الطرح، امتنع عن الخوض في تفاصيل من سيتولى الحكم إذا تحقق هذا السيناريو، مكتفيًا بتأكيد الحاجة إلى إعادة النظر في الخرائط السياسية الحالية.
عكاشة واصل تصريحاته عبر قناة سكاي نيوز، مشيرًا إلى أن ما سماه "معركة يوم القيامة" قد بدأت بالفعل وأن العالم مقبل على تغييرات جذرية في الخرائط السياسية للجغرافيا. قدّم رؤية غير تقليدية للمشهد الدولي، متحدثًا عن تفكك المنظومات الكبرى مثل الولايات المتحدة، التي توقع أن تمر بمرحلة من الانقسام الداخلي. وأوضح أن الخرائط السياسية الحالية ستُمحى وتُرسم من جديد في سياق حرب كبرى على الأفق، دون أن يحدد أطراف هذه الحرب بشكل دقيق.
كما تحدث عكاشة عن الشركات الاقتصادية العملاقة، مشيرًا إلى أن شركة "بلاك روك" تسيطر على حوالي 80% من الاقتصاد العالمي وتوجه السياسات العامة من خلف الكواليس، معتبرًا أن هذه الشركات أصبحت تشكل سلطة فعلية تفوق الحكومات التقليدية في تأثيرها. وفيما يخص الشأن الإقليمي، دعا إلى إعادة ترسيم حدود الدولة المصرية لتعود إلى ما كانت عليه قبل عام 1954، مشيرًا إلى أهمية إقامة نظام فيدرالي يشمل السودان وشرق ليبيا وقطاع غزة باعتبارها أراضي مصرية تاريخيًا.
عكاشة أكد أن السودان كان جزءًا لا يتجزأ من مصر التاريخية، مشيرًا إلى أن التسمية التاريخية له كانت "مصر العليا". وأضاف متسائلًا إن كان أحد يستطيع ذكر حاكم لهذه المناطق في الألفي عام الماضية لم يكن مصريًا، في محاولة لتأكيد الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع هذه الأقاليم بمصر. طرحه هذا أثار تساؤلات حول مدى جدية هذه التصريحات، هل هي قراءة سياسية جريئة، أم أنها مجرد إثارة إعلامية تستهدف جذب الانتباه في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة.