حوض النيل

شبكة أطباء السودان: الدعم السريع حرق مئات الجثث في الفاشر

الأحد 09 نوفمبر 2025 - 11:29 ص
جهاد جميل
الأمصار

أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الأحد، أن "قوات الدعم السريع جمعت مئات الجثث من شوارع وأحياء مدينة الفاشر، ودفنت بعضها في مقابر جماعية وحرقت أخرى بالكامل".

وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان صحفي اليوم: "في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الدعم السريع، شهدت مدينة الفاشر واحدة من أبشع الممارسات اللاإنسانية، إذ جمعت الدعم السريع خلال الأيام الماضية مئات الجثث من شوارع وأحياء المدينة، ثم دفنت بعضها في مقابر جماعية وأحرقت أخرى بالكامل في محاولة يائسة لإخفاء آثار جرائمها ضد المدنيين".

وأضافت: "إن ما جرى في الفاشر ليس حادثة معزولة بل فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تمارسها الدعم السريع، ضاربةً عرض الحائط بكل الأعراف الدولية والدينية التي تحرّم التمثيل بالجثث وتمنح الموتى حق الدفن الكريم".

وأدانت شبكة أطباء السودان، بـ"أشد العبارات هذه الجرائم المروّعة، محملة "قيادة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر".

وأكدت أن "هذه الجرائم لن تُمحى بالتستر أو الحرق"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري والعاجل لفتح تحقيق دولي مستقل في ما يجري بالفاشر".

وقالت الشبكة: "لقد تجاوزت الأوضاع في الفاشر حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة إبادة ممنهجة، تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظل صمت دولي مخزٍ يرقى إلى التواطؤ".

وكانت ميليشيا قوات الدعم السريع، المنخرطة في حرب دامية مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، قد تمكنت من السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور أواخر الشهر الماضي .

ولاذ عشرات الآلاف من السكان بالفرار عقب سقوط المدينة، ووردت تقارير عن أعمال عنف واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وكان ذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مساء اليوم السبت، أن مدينة الفاشر في السودان تعيش كارثة إنسانية حقيقية، داعيًا إلى تحرك عاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.

 

وأضاف المكتب أن المدينة شهدت خلال الأيام العشرة الماضية تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الوحشية، مشيرًا إلى أن الفاشر تغمرها مشاهد الحزن والمعاناة، حيث يعيش المدنيون فظائع تفوق الوصف.

وأوضح البيان أن مئات الأشخاص قُتلوا في الفاشر، بينهم نساء وأطفال، فيما لجأ عدد كبير من الجرحى إلى المستشفيات، مؤكداً أن آلاف المدنيين، من بينهم أطباء وصحفيون، تعرضوا للاعتقال، بينما لا توجد طرق آمنة لمغادرة المدينة التي باتت تحت حصار خانق يهدد حياة من بقوا فيها.

وأكد مكتب حقوق الإنسان أن ما يجري في الفاشر ليس حالة من الفوضى، بل هجوم منهجي على الحياة الإنسانية والكرامة، مشيرًا إلى أن الهجمات كثيرًا ما تُرتكب على أسس عرقية.

وشدد المكتب على أنه يواصل توثيق الانتهاكات رغم انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المصادر، لافتًا إلى أن المساءلة هي السبيل الوحيد لمنع تكرار هذه الفظائع، وداعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ المدنيين في الفاشر.