بدأ الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة يلتقي خلالها الرئيس دونالد ترامب.
ومن المقرر أن يلتقي الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين، حيث تُعد هذه أول زيارة من نوعها لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946.
وكان الشرع قد التقى ترامب لأول مرة في العاصمة السعودية، الرياض، خلال جولة الرئيس الأمريكي الإقليمية في مايو/أيار.
وفي حين أن سوريا وإسرائيل لا تزالان رسميا في حالة حرب، فقد بدأ البلدان مفاوضات مباشرة بعد إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي عقب هجوم مباغت من فصائل معارضة على رأسها هيئة تحرير الشام التي كان يقودها الشرع.
وصرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، في وقت سابق من هذا الشهر بأن الشرع سيوقّع اتفاقية للانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتأتي زيارة الشرع لأمريكا بعد أيام من إزالة واشنطن اسمه من قوائم الإرهاب.
وتأتي زيارة الشرع للولايات المتحدة بعد ساعات فقط من إعلان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، السبت، أن سوريا نفذت عمليات استباقية على مستوى البلاد ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
ومن المقرر أن يلتقي الشرع في زيارته التاريخية لواشنطن، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأجرى الشرع أول زيارة له إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث ألقى كلمة، لكن زيارته إلى واشنطن هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946.
وتشير التوقعات إلى أن دمشق ستوقّع خلال هذه الزيارة اتفاقا للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي تقوده واشنطن، كما أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك.
وأنزل التحالف الدولي هزيمة عسكرية بتنظيم داعش في سوريا عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد وتتفاوض حاليا للاندماج مع الجيش السوري.
وتعتزم الولايات المتحدة في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في سوريا فرانس برس، وهو ما نفته دمشق.
وكانت وكالة «رويترز» نشرت تقريرا حصريا، في وقت سابق، يفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق، بهدف دعم اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل.
واستند التقرير إلى مصادر مطلعة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود واشنطن لمراقبة اتفاق محتمل يشمل إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا.
وتسعى سوريا التي خرجت من نزاع مدمّر دام 14 عاما، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.
وقبيل الزيارة، شطبت الولايات المتحدة الجمعة رسميا الشرع من قائمة الإرهاب، غداة رفع مجلس الأمن الدولي العقوبات عنه أيضا.
وكانت الخطوة التي أعلنتها وزارة الخارجية متوقعة وسط تعاون الشرع مع الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت إن "هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد".
ومن المقرر أن يناقش ترامب والشرع كذلك المفاوضات المباشرة بين السلطات السورية واسرائيل.
وحضّ ترامب في مايو/أيار الماضي الرئيس السوري على الانضمام إلى الاتفاقات الابراهيمية وهي عملية شهدت في العام 2020 تطبيع العديد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.
وأعلن الشرع في سبتمبر/أيلول الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني تنسحب بموجبه اسرائيل من مناطق في جنوب سوريا تقدّمت إليها بعد سقوط نظام الأسد وأن توقف غاراتها.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي تعرّضت سوريا للعديد من الغارات الاسرائيلية والتوغّلات في جنوب البلاد، بدون أن تردّ عليها.
والخميس الماضي، التقى الشرع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة المناخ في البرازيل، حيث توقع الأخير "أن تكون سوريا مشاركا كاملا وفعالا في حربنا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة".