أفادت مصادر إعلامية عربية، اليوم السبت، بوفاة صهيون أسيدون، أحد أبرز الشخصيات اليهودية المناهضة لإسرائيل في المغرب، والمعروف بدوره القيادي في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) في البلاد. وقد لقي خبر وفاته صدى واسعًا بين الأوساط الحقوقية والسياسية، سواء داخل المغرب أو على مستوى العالم العربي، نظرًا لمكانته كمعارض يهودي صريح لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت حركة BDS المغرب وفاة أسيدون، الذي كان يشغل منصب منسق فرع الحركة بالمغرب، ولقب بـ"جندي الثورة الفلسطينية"، وذلك في مدينة الدار البيضاء.
واعتبرت الحركة أن وفاته خسارة كبيرة للجهود الداعمة للقضية الفلسطينية في المغرب، مشيدةً بمواقف الراحل الشجاعة في مواجهة السياسات الإسرائيلية وسعيه الدائم لتعزيز وعي المجتمع المغربي بالقضية الفلسطينية.

وكان أسيدون قد نُقل إلى المستشفى في أغسطس الماضي بعد العثور عليه فاقدًا للوعي في منزله في ظروف غامضة، وهو ما أثار جدلاً واسعًا حول احتمال تعرضه لهجوم أدى إلى تدهور حالته الصحية. وقد تفاعل أنصاره مع الحادثة، مؤكدين على أن أسيدون ظل طوال حياته مدافعًا عن الحقوق الفلسطينية، وأن أي محاولة للتضييق عليه لم تُثنه عن مواصلة نشاطه السياسي.
ويُعرف عن صهيون أسيدون نشاطه المكثف في الحركة الحقوقية والسياسية الفلسطينية داخل المغرب، حيث ساهم في تنظيم حملات توعوية ومؤتمرات تثقيفية لشرح أهداف حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل. كما كان له دور محوري في ربط المنظمات الحقوقية المغربية بمؤسسات دولية تدعم حقوق الفلسطينيين، مسلطًا الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية من خلال مقالات وبيانات إعلامية.
بالإضافة إلى ذلك، كان أسيدون شخصية مثيرة للجدل بين الجالية اليهودية المغربية، إذ اعتبره البعض صوتًا شجاعًا وناقدًا صريحًا للسياسات الإسرائيلية، بينما رآه آخرون معارضًا داخليًا لجماهيريته. وقد نجح طوال سنوات نشاطه في تسليط الضوء على قضايا العدالة وحقوق الإنسان، ما جعله محور نقاش دائم في الأوساط الحقوقية والسياسية المغربية والعربية.
ومع وفاته، فقد المغرب والعالم العربي شخصية يهودية نادرة تجمع بين الهوية الدينية والالتزام القوي بالقضية الفلسطينية، حيث بقي أسيدون حتى آخر أيام حياته رمزًا للمعارضة السلمية والحقوقية.