اختتمت، اليوم السبت ، أعمال مؤتمر البحرين الدولي للصحة العامة في العاصمة المنامة بمشاركة واسعة من الخبراء والمختصين والباحثين من داخل مملكة البحرين وخارجها. واستمر المؤتمر على مدى يومين، شهد خلالها تنظيم أكثر من خمسين محاضرة وورشة عمل علمية تناولت أحدث المستجدات في مجالات الوقاية، والصحة العامة، والتقنيات الصحية الحديثة.
وأكدت الدكتورة سامية بهرام، الوكيل المساعد للصحة العامة ورئيسة المؤتمر، أن المؤتمر شكّل منصة علمية رائدة لتبادل الخبرات والمعارف، ومناقشة أبرز التحديات الصحية الراهنة على المستويين الوطني والإقليمي. وأوضحت أن التوصيات الصادرة عن المؤتمر تمثل خارطة طريق لتعزيز جاهزية المنظومات الصحية ومرونتها في مواجهة التحديات المستقبلية.
ووفقًا لما صرحت به الدكتورة بهرام، فقد ركزت التوصيات على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات الصحية، إلى جانب الاستثمار في التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتطوير جودة وكفاءة الخدمات الصحية. كما أكدت التوصيات على أهمية الوقاية من الأمراض غير السارية، وتعزيز الصحة النفسية ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية، وضرورة تبني نهج «الصحة الواحدة» الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة لضمان استدامة النظم الصحية.

وأشار المؤتمر إلى ضرورة تأهيل الكوادر الوطنية عبر برامج تدريبية مستدامة، إلى جانب تشجيع الشراكات والابتكار في البحث العلمي والتثقيف الصحي، وإشراك المجتمع في البرامج الوطنية لتعزيز ثقافة الصحة والوقاية. كما دعا المشاركون إلى تبادل الخبرات والمعارف بين الدول للاستفادة من التجارب الدولية في مواجهة الأمراض المزمنة والمستجدة، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتقليل الفجوات في الوصول إلى الرعاية الصحية.
وشهد المؤتمر أيضًا مناقشات مستفيضة حول التحديات الصحية العالمية والإقليمية، مع التركيز على استخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك التحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي، لتعزيز القدرة على رصد الأوبئة واتخاذ القرارات الصحية المبنية على الأدلة. وأكدت الدكتورة بهرام أن المؤتمر أسهم في تعزيز الحوار العلمي وتقديم توصيات عملية لدعم سياسات الصحة العامة في البحرين والمنطقة العربية بشكل عام.
يأتي هذا المؤتمر ضمن جهود مملكة البحرين لتعزيز منظومة الصحة العامة، وتطوير السياسات الصحية الوطنية بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية، ويعكس التزام المملكة بالاستثمار في الابتكار والتقنيات الحديثة لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية.