أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم السبت، عن ضبط شبكة تجسس قالت إنها تعمل لصالح كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في عملية وصفتها بـ"الإنجاز الأمني النوعي"، جرى تنفيذها في العاصمة صنعاء.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية التابعة لحكومة الحوثيين – غير المعترف بها دوليًا – فإن الشبكة التي تم القبض على عناصرها كانت "تتبع غرفة عمليات مشتركة تضم المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية"، حسب زعم الجماعة.
وأكد البيان أن عملية الإيقاع بالشبكة جاءت بعد رصد ومتابعة دقيقة استمرت لفترة طويلة، تمكنت خلالها الأجهزة الأمنية من "كشف مخططات العدو وأساليب عمل العناصر الخائنة"، مشيرًا إلى أن أفراد الشبكة كانوا ينفذون مهام استخباراتية معقدة تستهدف الأمن الداخلي والمؤسسات السيادية.

وأضافت الداخلية الحوثية أن التحقيقات الأولية كشفت قيام أفراد الشبكة بـ"جمع معلومات حساسة تتعلق بالقيادات المدنية والعسكرية والأمنية التابعة لحكومة صنعاء، ومقراتهم وأنشطتهم"، بالإضافة إلى تنفيذ مهام تجسسية تتعلق برصد البنية التحتية اليمنية، ومحاولة تحديد مواقع التصنيع العسكري ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ووفق البيان، فإن "الشبكة تورّطت في تقديم معلومات استخباراتية استخدمها ما وصفته الجماعة بـ(العدو الأمريكي والإسرائيلي) في تنفيذ عمليات قصف استهدفت المدنيين اليمنيين في الأسواق والمنازل والأماكن العامة"، مشيرة إلى أن هذه التحركات تأتي "ضمن تصعيد العدوان على اليمن، في محاولة لإيقاف الإسناد الذي تقدمه صنعاء لقطاع غزة".
وأعلنت وزارة الداخلية في صنعاء أنها ستقوم بنشر اعترافات شبكة التجسس خلال الساعات المقبلة، كجزء من ما وصفته بـ"الشفافية الأمنية وكشف حجم المؤامرات التي تستهدف اليمن". وحتى الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، لم تصدر أي ردود رسمية من واشنطن أو تل أبيب أو الرياض بشأن الاتهامات الواردة في البيان الحوثي.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، إذ سبق لجماعة الحوثي أن أعلنت في مايو 2024 تفكيك شبكة تجسس مشابهة قالت إنها تعمل لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. كما شنت الجماعة خلال العامين الماضيين هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية، إلى جانب استهداف سفن تجارية مرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر، ضمن ما تسميه "عمليات إسناد غزة".
ويشهد اليمن منذ نحو عقد من الزمن حربًا داخلية متشابكة، وسط تدخلات إقليمية ودولية متزايدة، في وقت تقول فيه جماعة الحوثي إنها تخوض معركة "سيادية ضد العدوان"، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن الصراع المستمر تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.