جيران العرب

روسيا تحذر من عواقب استئناف أمريكا للتجارب النووية وتستعد للرد

السبت 08 نوفمبر 2025 - 04:19 م
هايدي سيد
الأمصار

حذرت الحكومة الروسية من تبعات ما وصفته بـ«الخطوة الخطيرة» إذا أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على استئناف التجارب النووية، مؤكدة أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة استعداداً لأي تطورات محتملة في هذا الملف الحساس الذي يهدد استقرار النظام الدولي.

وقال فاسيلي نيبينزيا، المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، إن بلاده تتابع بقلق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال استئناف التجارب النووية، مضيفاً أن هذه التصريحات "تثير تساؤلات خطيرة وتدفع نحو سباق تسلح جديد بين القوى الكبرى".

وأوضح نيبينزيا أن استئناف واشنطن لتجاربها النووية بعد أكثر من ثلاثة عقود من التوقف سيعد بمثابة انتهاك للتوازنات الدولية التي تشكلت بعد نهاية الحرب الباردة، مشيراً إلى أن موسكو تعتبر هذه التحركات تهديداً مباشراً للأمن العالمي وللنظام القائم على معاهدات الحد من الأسلحة النووية.

وأكد الدبلوماسي الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين شدد خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي على ضرورة التعامل بجدية مع التصريحات الصادرة عن واشنطن، موضحاً أن الكرملين يرى أن مثل هذه التطورات لا يمكن تجاهلها أو التقليل من خطورتها، وقال: «إذا حدث ذلك بالفعل، فيجب أن نكون مستعدين لمواجهة أي سيناريو محتمل».

وأضاف نيبينزيا أن عودة التجارب النووية، التي توقفت منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد والتوتر بين الدول النووية الكبرى، محذراً من أن العواقب ستكون "غير متوقعة وصعبة التنبؤ بها".

وفي هذا السياق، عقد الرئيس بوتين، الأسبوع الماضي، اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي لمناقشة التطورات الأخيرة، حيث عرض وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاسوف مقترحاً ببدء التحضيرات لاستئناف التجارب النووية في موقع «نوفايا زيمليا» شمال البلاد، وهو الموقع ذاته الذي شهد تجارب نووية كبرى خلال الحقبة السوفيتية.

ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الروسية، وجّه بوتين الأجهزة الأمنية والعسكرية بجمع المعلومات وتحليلها وتقديم مقترحات عملية بشأن الخطوات المقبلة، في إشارة واضحة إلى استعداد موسكو لاتخاذ إجراءات موازية في حال أقدمت واشنطن على تنفيذ تهديداتها.

ويرى مراقبون أن التصعيد النووي بين روسيا والولايات المتحدة قد يعيد العالم إلى أجواء التوتر التي سادت خلال الحرب الباردة، خصوصاً مع تزايد الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بشأن انتهاك معاهدات نزع السلاح والحد من الانتشار النووي.

ويأتي هذا التوتر في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن توتراً غير مسبوق بسبب الحرب في أوكرانيا، ما يزيد من مخاوف اندلاع سباق تسلح جديد يعيد رسم موازين القوى العالمية من جديد.