أكد سفير المملكة المغربية لدى تشاد، عبد اللطيف الروجا، أن المغرب مهتم بإبرام شراكات ثنائية أو ثلاثية مع نجامينا في إطار المخطط الوطني للتنمية “تشاد كونكسيون 2030”.
وأوضح الدبلوماسي، خلال لقاء جمعه، أمس الخميس في نجامينا، مع صحافيين تشاديين، أن المملكة تعرب عن اهتمامها بإرساء شراكات ثنائية وثلاثية رابح-رابح على أساس المشاريع الـ268 المدرجة ضمن المخطط الوطني للتنمية، والرامية إلى تسريع التحول الاقتصادي والاجتماعي في تشاد.
وأشار إلى أن فاعلين مغاربة من القطاعين العام والخاص سيشاركون، بشكل فعال، في المائدة المستديرة المقرر عقدها في أبوظبي يومي 10 و11 نونبر 2025 حول هذا المخطط.
وذكر بأن وفدا وزاريا تشاديا عقد، في إطار التحضيرات لهذا الموعد، لقاءات إعلامية وتنسيقية مع شركاء مغاربة ينشطون في قطاعات المناجم، والإسكان، والبنيات التحتية، والتعمير، والطاقة، والماء، والفلاحة، والمالية، والطاقات المتجددة، والتنمية المستدامة.
وأوضح الروجا أن المغرب يحتل حاليا المرتبة الأولى بين الدول الإفريقية المستثمرة في تشاد، في مجالات متنوعة وهامة مثل الصناعة، والاتصالات، والبنوك، والبناء والأشغال العمومية.
وأضاف أن شركة الخطوط الملكية المغربية استأنفت، منذ 17 شتنبر 2025، رحلاتها بين المغرب وتشاد، استجابة لحاجيات التنقل والتبادلات الاقتصادية.
وفي ما يتعلق بتنمية الرأسمال البشري، أكد السفير أن الوكالة المغربية للتعاون الدولي رفعت حصة المنح الدراسية المخصصة لتشاد إلى 250 منحة سنويا، وهو ما مكن 250 طالبا تشاديا من متابعة دراساتهم المتخصصة في المغرب خلال الموسم الجامعي 2025-2026.من جهة أخرى، أشار الروجا إلى أن السفارة تعمل على إرساء إطار شراكة بين الفاعلين في مجال الصحافة بالمغرب ونظرائهم في تشاد.
وأوضح أنه بعد الشروع في إعداد وإنهاء اتفاق التعاون بين وكالة المغرب العربي للأنباء والوكالة التشادية للأنباء والنشر تمهيدا لتوقيعه، تجري حاليا صياغة بعض الإجراءات الهادفة إلى إرساء إطار للتعاون والعمل بين الفاعلين في قطاع الإعلام بكلا البلدين.
وقال إن هذا التعاون يشمل كلا من المعهد العالي للإعلام والاتصال، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى جانب الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية.وبحسب السفير فإن مشروع بناء معهد لتكوين الصحفيين في نجامينا يمكن أن يشكل فرصة للشراكة مع الجانب المغربي، في شكل تبادل الخبرات وتكوين الأطر.
وأكد أن الدينامية الحالية للعلاقات الثنائية تقوم على مقاربة للتعاون الفاعل مع تشاد، مشددا على أن فتح قنصلية عامة لتشاد في الداخلة في 14 غشت 2024 جاء ليكرس هذا العزم المشترك بين البلدين على تعميق شراكتهما رابح-رابح.
وخلال هذا اللقاء، الذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تطرق السيد الروجا إلى آخر تطورات قضية الصحراء المغربية.
وذكر في هذا الصدد بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كرس، من خلال قرار تاريخي اعتمد في 31 أكتوبر 2025، الإجماع الدولي حول الوحدة الترابية للمغرب، من خلال الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس جدي و موثوق للتوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي.
وأوضح أن المجتمع الدولي، عبر مجلس الأمن، قد أكد رسميا سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مبرزا الدينامية التنموية المتواصلة التي حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي وفضاء حقيقي للازدهار، مزود بكل البنيات التحتية الضرورية من طرق وموانئ ومناطق صناعية ومستشفيات وجامعات.
وأشار في هذا السياق إلى المشاريع الكبرى المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز، ومن ضمنها الطريق السريع تزنيت–الداخلة، وميناء الداخلة الأطلسي، والمبادرة الملكية لتنمية إفريقيا الأطلسية، ومشروع أنبوب الغاز الأطلسي.
وجرى هذا اللقاء بحضور الكاتبة العامة لوزارة الاتصال التشادية، ورئيسة السلطة العليا للإعلام والسمعي البصري في تشاد، ومديري نشر وممثلي وسائل الإعلام التشادية.