تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي أخبار مثيرة عن حظر الحجاب في إيطاليا مع غرامات تصل إلى 3 آلاف يورو، ما أثار ضجة واسعة داخل البلاد وخارجها، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما يُشاع: فما تم تداوله ليس قانونًا ساريًا، بل مجرد اقتراح قانون يهدف إلى تنظيم ارتداء الملابس التي تغطي الوجه لأسباب أمنية، وليس الحجاب الإسلامي بشكل محدد.
تستمر بعض منصات التواصل الاجتماعى فى نشر أخبار عن حظر إيطاليا ارتداء الحجاب فى جميع الأماكن العامة، مع فرض غرامات تصل إلى 3 آلاف يورو ، وهو ما أثار جدلا واسعا فى البلاد وفى أوروبا بأكملها إلا أن الحكومة نفت هذا الخبر، وقالت إن هناك إلتباس كبير.
وأشارت صحيفة الجورنال الإيطالية إلى أنه فى الواقع ما تم تقديمه هو اقتراح قانون من قبل نواب حزب إخوة إيطاليا المحافظ يقضى بحظر تغطية الوجه وذلك منعا لإعاقة التعرف على الشخص لأسباب تتعلق بالأمن أو حماية كرامة المرأة وليس حظر الحجاب .
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح من المقرر التصويت عليه خلال الأيام المقبلة ، ويتضمن أيضا إجراءات لمكافحة الإرهاب من مراقبة التمويل للأماكن الدينية ورفع العقوبات على الزواج القسرى.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون الإيطالي الحالي بالفعل يحظر استخدام أي وسائل تغطي الوجه في الأماكن العامة بدون سبب مبرر، مثل الخوذ أو الأقنعة، وفق المادة الخامسة من قانون 22 مايو 1975 رقم 152.
وبذلك، الحقيقة أن الاقتراح لم يصبح قانوناً بعد، ولا يستهدف الحجاب الإسلامي تحديداً، بل يركز على الملابس التي تغطي الوجه بشكل كامل وتعيق التعرف على الأشخاص.
أعلنت الحكومة الإيطالية عن مبادرة إنسانية واسعة لدعم السودان ومواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد، حيث خصصت أكثر من 125 مليون يورو لتعزيز الخدمات الأساسية وتقديم المساعدات للمدنيين المتضررين، بحسب ما أعلن أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، خلال كلمته أمام مجلس النواب الإيطالي.

وأكد تاياني أن المبادرة تستهدف تقديم الدعم للمدنيين الأكثر ضعفًا، لا سيما الأطفال، مشيرًا إلى أن المساعدات تشمل تقديم الغذاء والرعاية الأساسية للنازحين في مختلف المناطق السودانية، بالإضافة إلى دعم الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السودانيين.
وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيطالية أن خطط إيطاليا تشمل توزيع عدة أطنان من المساعدات الغذائية على أكثر من 2500 طفل، مع التركيز على تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة. كما أوضح البيان أن الحكومة الإيطالية تعتزم تنظيم سفينة لنقل المساعدات الإنسانية إلى ميناء بورتسودان، بهدف إيصال الدعم إلى نحو 26 ألف نازح موجودين حاليًا في المدينة، وتوفير الاحتياجات العاجلة لهم.
وأشار تاياني إلى أن هذا البرنامج يمثل جزءًا من التزام إيطاليا بالتصدي للتحديات الإنسانية العالمية وتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى حماية المدنيين في مناطق النزاع، مؤكدًا على أهمية تنسيق المبادرات الإنسانية مع المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بشكل فعال وآمن.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المبادرات الدولية لدعم السودان، الذي يواجه أوضاعًا معقدة نتيجة الصراعات الداخلية ونقص الموارد الأساسية، مع تزايد أعداد النازحين داخليًا واللاجئين في الدول المجاورة. وتولي الحكومة الإيطالية اهتمامًا خاصًا للجانب الغذائي والصحي للأطفال والمسنين والنساء، الذين يُعدون من الفئات الأكثر عرضة للتأثر بالأزمات الإنسانية.