وسط فرحة الزفاف وأضواء الحفل، تلاشى الأمل في لحظة مُفاجئة. عريس عراقي في محافظة «دهوك» كان يحلم بحياة جديدة مع شريكة عمره، ولكن القدر كان له بالمرصاد. سقوطه المُفاجئ خلال الاحتفال بالزفاف حوّل المساء إلى مأساة إنسانية، جعل الجميع في حالة من الذهول، وتوقف الفرح ليحل محله الحزن العميق. الحلم الذي بدأ في تلك الليلة الجميلة تحوّل إلى «كابوس مرير»، تاركًا وراءه عروسًا مفجوعة وعائلة غارقة في الحزن.
وعاش أهل العريس في «دهوك» لحظة لا تُصدق، حيث سقط العريس في ليلة زفافه، ليدخل في غيبوبة استمرت قرابة شهرين، قبل أن يُفارق الحياة مُتأثرًا بإصابة مُفاجئة بانسداد شرايين القلب.
وتعود تفاصيل الحادث إلى (الرابع عشر من أيلول الماضي)، حين انهار العريس «مهران»، البالغ من العمر (25) عامًا، خلال حفل زفافه أمام أنظار عائلته وأصدقائه في مدينة «عقرة» بمحافظة دهوك، حيث عمّت الصدمة أجواء الفرح وتحولت الاحتفالات إلى حالة من الهلع والحزن.
وبعد إسعافه على وجه السرعة إلى مستشفى «آزادي» في دهوك، دخل «مهران» في غيبوبة طويلة استمرت ما يُقارب الشهرين، قبل أن يُعلن الأطباء أمس وفاته مُتأثرًا بمضاعفات حالته الصحية الحرجة.
وقال شقيق الراحل، «شهرام»، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: «للأسف، فقدنا أخانا مهران بعد صراع استمر لأسابيع داخل المستشفى. الأطباء أوضحوا أن ما حدث كان نتيجة انسداد مفاجئ في شرايين القلب، من دون أي أعراض أو مؤشرات مسبقة»، مُضيفًا بأسى: «الأطباء أكدوا أن هذه الحالة نادرة جدًا، إذ تُصيب شخصًا واحدًا فقط تقريبًا من بين كل ثلاثة آلاف».
وتابع شقيق العريس مهران قائلًا: «كنا نعيش أجمل لحظات حياتنا في زفافه، لكن القدر حوّل الفرح إلى مأساة لا تُنسى. نحمد الله على قضائه وقدره، ونسأله أن لا يُذيق أحدًا مثل هذا الألم».
على جانب آخر، لا تزال «النزاعات العشائرية» في العراق، تُشكّل تحديًا أمنيًا واجتماعيًا، رغم الجهود الحكومية لاحتوائها. وفي حادثة جديدة، أعلنت «وزارة الداخلية»، عن وفاة ضابطين وإصابة خمسة منتسبين خلال تدخل أمني لفض نزاع عشائري في العاصمة «بغداد».
وفي هذا الصدد، قالت الوزارة: في بيان «بمزيد من الأسى والحزن، تُعلن وزارة الداخلية عن ارتقاء ضابطين من الشرطة الاتحادية وإصابة خمسة منتسبين آخرين بجروح متفاوتة، وذلك أثناء تأدية واجبهم لفض نزاع عشائري وقع مساء السبت في منطقة السعادة قرب معمل الغاز جانب الرصافة قرب بغداد».
وأضافت الداخلية: أن «القوة الأمنية تعرضت إلى هجوم مسلح مباشر من العناصر المتسببة بالنزاع، ما دفعها للرد على مصادر النيران بقصد إلقاء القبض على الجناة».
وأفادت أن العملية أسفرت عن مقتل اثنين من المهاجمين وإصابة خمسة آخرين، واعتقال ستة متورطين، فيما تُواصل القوات الأمنية الآن عمليات تفتيش ومداهمة واسعة في أحياء المنطقة.
وذكر البيان أن وزارة الداخلية «إذ تُؤكّد أن دماء الشهداء الأبطال لن تذهب سدى، فإنها تعاهد أبناء شعبنا بأن القانون سيطبق بحزم، وستضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه استهداف رجال الأمن أو تهديد السلم المجتمعي».
وشددت الوزارة على أن الإجراءات ستكون رادعة بحق جميع المجرمين والمتورطين في إثارة الفتن العشائرية والنزاعات المسلحة، ولن يكون هناك أي تهاون في ملاحقتهم حتى آخر لحظة.
كما أكدت أن فرض هيبة الدولة وسيادة القانون أولوية مُطلقة، ولن تنتهي هذه العملية إلا بعد إلقاء القبض على جميع المتسببين في هذا الاعتداء الغادر وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل ويكونوا عبرة لغيرهم.
من ناحية أخرى، بين جدران مُغلقة وقلوب مُثقلة، تكررت المأساة ثلاث مرات في يوم واحد. «النجف»، المدينة الهادئة، ودّعت أرواحًا حاولت أن تصرخ بصمتها... لتُعيد إلى الواجهة ملفًا مُوجعًا لا يزال يُدفن تحت ركام الإهمال والنسيان.