أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقاتلي حركة حماس المتحصنين داخل الأنفاق في قطاع غزة أمامهم خياران لا ثالث لهما، إما الاستسلام أو الموت تحت الأرض، وذلك في تصريحات نقلتها القناة الإسرائيلية 14، مساء الأربعاء.
ويأتي تصريح نتنياهو في ظل تزايد الحديث داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول مقترحات جديدة للتعامل مع المقاتلين المحاصرين في غزة، وسط انقسام واضح بين القيادات الأمنية بشأن مستقبل العملية العسكرية الجارية في القطاع.
ووفقًا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية (كان)، فقد ناقشت الحكومة في الأيام الماضية مقترحًا يقضي بالسماح بخروج نحو 200 مسلح من حركة حماس من مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية في غزة، مقابل استعادة جثث عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد كشفت أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير أبدى استعدادًا للسماح بخروج مجموعة من المسلحين من مدينة رفح جنوبي القطاع، مقابل تسليم جثة الجندي هدار غولدين الذي فقد خلال العدوان على غزة عام 2014.

وفي السياق نفسه، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن إسرائيل تدرس منح ممر آمن لعناصر حماس في حال تخليهم الكامل عن أسلحتهم، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن الجيش لن يسمح بعبورهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحركة قبل تسليم مزيد من جثث الجنود القتلى.
وأوضحت القناة أن هذا المقترح أثار خلافًا داخل الدوائر السياسية الإسرائيلية، ما دفع مكتب نتنياهو إلى إصدار بيان يؤكد فيه رفض رئيس الوزراء لأي تسويات أو تفاهمات مع مقاتلي الحركة، مشددًا على أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق ما سماه "الحسم الكامل".
وفي الوقت ذاته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على تل أبيب للسماح بمرور آمن لبعض مقاتلي الحركة، في إطار التحضيرات لمرحلة جديدة من خطة وقف إطلاق النار التي تسعى واشنطن إلى إقرارها، في خطوة قد تمثل تحولًا مهمًا في مسار المفاوضات حول مستقبل قطاع غزة.