من المؤكد إننا في عصرًا جديدًا؛ والذي يمكن وصفه بالعصر الذهبي للبشرية، وقد أصبح فيه الذكاء الاصطناعي (AI) قادرا على مساعدة الأنسان والبشرية أكثر من أي شئ أخر، والذي يمكنه معالجة المشكلات الجذرية في العالم، مثل إيجاد حلول ومساعدات للمعوقات التي تواجها البشرية، وتمكين الإنسان من العيش بحياة أفضل وأكثر سهولة.

والذكاء الاصطناعي أصبح الآن عامل تنافسي بين الدول مثل النفط أو السلاح زمان، وهناك دول تتقدم بسرعة في الاستفادة منه اقتصاديًا وتقنيًا.
تُعد الإمارات الأولى عربيًا وفي العالم في معدل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث تُقدّر نسبة المستخدمين من الفئة العمرية العاملة بـ ~ 59.4٪.
لديها استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي UAE Strategy for Artificial Intelligence تهدف إلى تمكين الاقتصاد الرقمي، وقد بدأت مبكرًا بتطوير البنية التحتية والتعليم والتشريعات.
الاستخدام لا يتركز فقط في القطاع الخاص، بل في الحكومة والخدمات العامة والتعليم والنقل.
كشفت دراسة جديدة صادرة من شركة التكنولوجية الأميركية العملاقة IBM، المدرجة في بورصة نيويورك، والتي تم إعدادها بالتعاون مع شركة Censuswide تحت عنوان "سباق العائد على الاستثمار"، أن الشركات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة تسجل بعضا من أقوى مكاسب الإنتاجية من الذكاء الاصطناعي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA)، حيث يتوقع العديد منها تحقيق عائد على استثماراتها خلال العام المقبل.

واستندت الدراسة إلى نتائج استبيان شمل 3,500 من كبار المسؤولين التنفيذيين في عشرة بلدان، من بينهم 500 في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأظهرت النتائج أن 77 بالمئة من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة أفادوا بأن مؤسساتهم حققت تحسينات كبيرة في الإنتاجية التشغيلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفوق بكثير المتوسط الإقليمي البالغ 66 بالمئة.
وبالإضافة إلى ذلك، أفاد نحو واحد من كل خمسة مشاركين بأن مؤسستهم قد حققت بالفعل أهداف العائد على الاستثمار من مبادرات الإنتاجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينما يتوقع أكثر من 44 بالمئة في المتوسط تحقيق العائد خلال 12 شهرًا في مجالات تشمل: خفض التكاليف (40 بالمئة)، وتوفير الوقت (49 بالمئة)، وزيادة الإيرادات (41 بالمئة)، ورضا الموظفين (47 بالمئة)، وارتفاع مؤشر صافي نقاط الترويج (NPS) بنسبة (43 بالمئة).
ومن المتوقع تحقيق مزيد من مكاسب الإنتاجية مع إدخال وكلاء الذكاء الاصطناعي، حيث يتوقع 93 بالمئة من قادة الأعمال في الإمارات أن يوفر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي عائدًا ملموسًا على الاستثمار خلال عامين.
قطر تأتي في المرتبة الثانية عربيًا في معدل الاستخدام، حيث بلغت ~ 35.7٪ من الفئة العاملة.
لديها خطة وطنية لـ الذكاء الاصطناعي تشمل التعليم، البُنى التحتية، الأعمال، والبحث العلمي.
تستخدم قطر الذكاء الاصطناعي في قطاعات متنوعة كجزء من رؤيتها الوطنية 2030، من خلال مبادرات حكومية مثل منصة "تسمو" الذكية التي تدعم قطاعات النقل والصحة والبيئة، وتطبيقات في التعليم مثل نظام "قطر للتعليم"، ومبادرات لدعم الابتكار مثل حاضنة الأعمال الرقمية. كما يمتد الاستخدام إلى القطاع الخيري لتعزيز الكفاءة والوصول للمتبرعين، ويشمل استثمارات في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة.
مجالات التطبيق الرئيسية:
الحكومة والقطاع العام:
منصة "تسمو" الذكية: نظام بيانات ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة لتحسين الكفاءة في قطاعات مثل النقل والصحة والبيئة واللوجستيات.
خدمات البلدية: إطلاق نظام يستخدم الذكاء الاصطناعي لإصدار رخص البناء في وقت قياسي.
التعليم:
تخصيص التعليم: نظام "قطر للتعليم" الذي يتيح تتبع تقدم الطلاب، والتواصل مع المعلمين، وتخصيص التجربة التعليمية بناءً على تحليل البيانات.
تطبيقات مبتكرة: تطوير تطبيقات مثل "همزة" لتصحيح النصوص العربية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بدعم من حاضنة قطر للأعمال الرقمية.
مراكز أبحاث وبرامج أكاديمية: استثمارات في الجامعات والمراكز البحثية لتعزيز الدراسة والابتكار في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك برامج بكالوريوس ودراسات عليا.
القطاع الخيري:
تحسين الكفاءة التشغيلية: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بشكل أدق وتحسين استراتيجيات الوصول إلى المتبرعين.
توسيع قاعدة المتبرعين: استهداف شرائح جديدة ومتنوعة من المتبرعين بناءً على تحليل احتياجاتهم وسلوكهم.
الاستثمار:
الاستثمار في شركات التكنولوجيا: صندوق قطر السيادي يستثمر في شركات ناشئة وشركات في مجال الذكاء الاصطناعي لتوسيع محفظة الاستثمار.
المبادرات الهادفة للشباب:
المتاحف والمراكز التفاعلية: مثل "مركز الذكاء الاصطناعي الرقمي" في متحف قطر الوطني الذي يوفر ورش عمل تفاعلية وتجارب تعليمية للشباب.
4٪** من الفئة العاملة تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي
حصل الأردن على المرتبة الثالثة عربيا و29 عالميا، وبنسبة بلغت 25.4 بالمائة في مؤشر انتشار الذكاء الاصطناعي بين السكان في سنّ العمل، وذلك بحسب تقرير "انتشار الذكاء الاصطناعي" من معهد اقتصاد الذكاء الاصطناعي لدى مايكروسوفت.
وأشار التقرير إلى أن الأردن يتميّز بنسبة تبنٍّ مرتفعة مقارنة بحجمه الاقتصادي، بفضل: الاستثمار في التحول الرقمي والتعليم التقني، برامج تمكين الشباب وريادة الأعمال التكنولوجية، انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاعات التعليم، الإعلام، والخدمات الرقمية.
ويقدّم التقرير أول تحليل شامل لانتشار الذكاء الاصطناعي عالميًا، موضحًا أين يُبنى الذكاء الاصطناعي، وأين يُستخدم، ومن يستفيد منه فعليًا.
ويركّز على مدى تبنّي الأفراد والمؤسسات لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتأثيرها على الاقتصادات الوطنية.
إليك أكثر الدول العالمية استفادة من الذكاء الاصطناعي
الولايات المتحدة الأمريكية: الأكثر استفادة عالميًا، فهي تمتلك أكبر شركات AI في العالم: OpenAI، Google، Microsoft، NVIDIA، Meta، Amazon.
تستخدمه في كل المجالات:
الدفاع والأمن السيبراني
الصناعة والطيران
الرعاية الصحية وتحليل البيانات
التعليم والتسويق
تقدر مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الأمريكي بأكثر من 1.5 تريليون دولار سنويًا في 2025.
الصين: تمتلك مشاريع حكومية ضخمة للذكاء الاصطناعي ضمن خطة “China AI 2030”.
شركات كبرى مثل Alibaba، Baidu، Tencent، Huawei.
تستخدمه في:
المدن الذكية والمراقبة
الصناعة والإنتاج
الخدمات المالية
تُعد ثاني أكبر قوة في الذكاء الاصطناعي بعد أمريكا.
المملكة المتحدة (بريطانيا): مركز أوروبي رئيسي للأبحاث والابتكار في AI.
تستفيد منه في:
الطب والتشخيص المبكر
الخدمات المصرفية
التعليم والقطاع العام
ألمانيا: توظف الذكاء الاصطناعي في الصناعة والروبوتات (Industry 4.0).
شركات مثل Siemens وBosch تقود التحول الصناعي الذكي.
اليابان: رائدة في الروبوتات الذكية والذكاء الصناعي.
تعتمد عليه في مواجهة شيخوخة السكان ونقص العمالة.
كوريا الجنوبية: تستخدمه في الإلكترونيات (Samsung، LG)
وفي تطوير السيارات الذكية والتعليم الرقمي.
فرنسا: تستثمر الدولة بقوة في الأبحاث والمشاريع الناشئة بالذكاء الاصطناعي.
ظهور شركات مثل Mistral AI جعل فرنسا قوة صاعدة في المجال.
الهند: سوق ضخم للذكاء الاصطناعي في الخدمات البرمجية، البنوك، الحكومة الإلكترونية.
لديها عدد هائل من المهندسين والمبرمجين العاملين في AI.
إسرائيل: تركّز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع والتكنولوجيا الطبية.
سنغافورة: من أكثر الدول الآسيوية تقدماً في تبني الذكاء الاصطناعي في الحكومة والخدمات الذكية.
ووفا لتقارير حديثة فأن أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي خلال أقل من ثلاث سنوات.