انفوجراف

بالإنفوجراف.. الإمارات تقود ثورة الطاقة الذكية في أديبك 2025

الجمعة 07 نوفمبر 2025 - 03:10 م
هايدي سيد
الأمصار

في تأكيد جديد على ريادتها العالمية في مجال الطاقة المستدامة، تواصل الإمارات العربية المتحدة قيادة التحول الذكي في قطاع الطاقة عبر مشاركتها البارزة في فعاليات معرض ومؤتمر أديبك 2025 الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي.

 ويعد المعرض أحد أهم الفعاليات العالمية المتخصصة في مجال الطاقة والتكنولوجيا، ويُبرز الدور الإماراتي المتقدم في دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية ضمن منظومة إنتاج الطاقة وإدارتها بكفاءة واستدامة.

تحولت الإمارات خلال السنوات الأخيرة إلى مركز عالمي لابتكار الطاقة الذكية، بفضل رؤيتها الاستراتيجية التي توازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. ومن خلال مبادراتها النوعية في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والرقمنة الصناعية، تمكنت الدولة من تعزيز مكانتها كوجهة رائدة في الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.

وتركز سياسة الإمارات الطاقية على تنويع مصادر الطاقة وتبني حلول رقمية حديثة، ما جعلها في طليعة الدول التي تطبق التحول الرقمي في الطاقة، من خلال مشاريع ذكية تجمع بين الكفاءة التشغيلية وحماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

ومن بين أبرز الابتكارات التي قدمتها الإمارات في هذا المجال، تطوير أول غرفة تحكم ذاتية بالذكاء الاصطناعي في قطاع البتروكيماويات، وهي نقلة نوعية في طريقة إدارة العمليات الصناعية ومراقبتها.
تتيح هذه الغرفة معالجة البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي، بما يعزز من كفاءة التشغيل والسلامة الصناعية، ويقلل الاعتماد على التدخل البشري المباشر، مما يعكس توجه الدولة نحو أتمتة الأنظمة الصناعية باستخدام التقنيات الحديثة.

ويأتي هذا التطور ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات النفطية والغازية، بما يضمن استدامة الإنتاج وتحسين الأداء وتخفيض الكلفة التشغيلية.

تشير توقعات المؤسسات الدولية إلى أن الطلب العالمي على الطاقة سيشهد زيادة بنحو 32% حتى عام 2050، مدفوعاً بالنمو السكاني والاقتصادي المتسارع. كما يُتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء بنسبة 75% خلال الفترة ذاتها، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً أمام الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة على حد سواء.

وفي هذا السياق، تؤكد الإمارات من خلال مشاريعها واستراتيجياتها الطاقية أنها جاهزة لمواكبة هذا الطلب عبر تطوير بنية تحتية ذكية تعتمد على الابتكار والاستدامة والتكامل بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة.

من ناحية أخرى، تشير التقديرات إلى أن الاستثمارات الإقليمية في قطاع النفط والغاز خلال عام 2025 ستصل إلى نحو 130 مليار دولار، ما يعكس حيوية السوق الإقليمي واهتمامه بتطوير مشروعات الطاقة الكبرى.
وتُعد الإمارات أحد المحركات الرئيسية لهذه الاستثمارات بفضل مشاريعها المتطورة وشراكاتها الدولية مع كبرى الشركات العالمية في مجالات الطاقة التقليدية والبديلة.

هذه الاستثمارات الضخمة تأتي ضمن إطار السعي إلى تعزيز أمن الطاقة الإقليمي وتحديث البنية التحتية لمواكبة التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون، حيث تعتمد الدولة بشكل متزايد على التقنيات الرقمية والابتكار الصناعي لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في الإنتاج والاستهلاك.

يمثل معرض أديبك 2025 منصة عالمية تجمع نخبة قادة الطاقة والمستثمرين والخبراء لمناقشة مستقبل الطاقة في ظل التحولات التكنولوجية الكبرى. ويستعرض الحدث أحدث الحلول المبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي الصناعي وتحليل البيانات الضخمة والروبوتات الذكية، التي تمهد لعصر جديد من التحكم الذاتي والإدارة الرقمية لمنظومات الطاقة.

كما يؤكد المعرض التزام الإمارات العربية المتحدة بدعم الجهود الدولية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة وتعزيز الشراكات العالمية من أجل بناء مستقبل طاقي أكثر كفاءة واستدامة.

تثبت الإمارات من خلال مشاركتها الفاعلة في أديبك 2025 أنها ليست فقط منتجاً للطاقة، بل رائدة في الابتكار والتقنيات الذكية التي ستشكل ملامح مستقبل هذا القطاع الحيوي.
وبينما تتسارع التحولات العالمية في مجالات الطاقة والرقمنة، تبقى الإمارات نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين الاستدامة الاقتصادية والتحول التكنولوجي، مما يرسخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في الطاقة الذكية والمستقبلية.