في تطور دراماتيكي جديد على «الساحة اليمنية»، شنّت «الولايات المتحدة» غارة جوية استهدفت أحد كبار المسؤولين الأمنيين في تنظيم «القاعدة»، لتزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد. هذه الغارة تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد التوترات في المنطقة وتستمر الحرب ضد الإرهاب في أشد مراحلها.
وفي التفاصيل، أعلن مصدر في محافظة «مأرب» اليمنية لوكالة «نوفوستي» الروسية، أن مسؤولًا أمنيًا كبيرًا في تنظيم «القاعدة» باليمن لقي مصرعه في ضربة جوية أمريكية بطائرة من دون طيار.
وقال المصدر: «قُتل مسؤول أمني كبير في تنظيم القاعدة في اليمن، والمعروف باسم أبو محمد الصنعاني».
وأضاف المصدر، أن «الصنعاني»، مات مُتأثرًا بجروح خطيرة أُصيب بها في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في منطقة «الشبوان» بوادي عبيدة شرق محافظة مأرب.
وأكّد المصدر للوكالة الروسية، أن «عناصر تنظيم القاعدة لم يتمكنوا من إنقاذ (الصنعاني) بسبب خطورة إصابته بعد نقله إلى أحد المخابئ التابعة للتنظيم».
وفي مايو الماضي، صرّح مصدر يمني، لوكالة «نوفوستي»، أن مُسيّرة جوية أمريكية ضربت (5) من قادة تنظيم القاعدة، من بينهم «أبو العطا الصنعاني، وحسن الصنعاني، وأبو محمد البيضاني»، خلال غارة على معقل للقاعدة في محافظة أبين، جنوب اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أعضاء التنظيم.
ويشهد «اليمن» صراعًا طويل الأمد بين الحكومة المُعترف بها دوليًا وحركة أنصار الله (الحوثيين)، مما أدى إلى عواقب كارثية، حيث تصف «الأمم المتحدة» الوضع في البلاد بأنه «أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم».
يستغل تنظيم «القاعدة»، الصراع الدائر بين الحكومة اليمنية والحوثيين، والذي دخل عامه العاشر، لتوسيع نفوذه ووجوده في عدة مناطق باليمن.
منذ سبتمبر 2014، سيطر أنصار الله «الحوثيون» على معظم المحافظات وسط وشمال اليمن، بما فيها العاصمة صنعاء. وفي 26 مارس 2015، أطلق التحالف العربي بقيادة «السعودية» عملية عسكرية لدعم القوات الحكومية في استعادة الأراضي التي خسرتها.
وبحسب تقارير «الأمم المتحدة» حتى نهاية عام 2021، أودى الصراع بحياة (377) ألف شخص، وألحق أضرارًا بالاقتصاد اليمني بلغت (126 مليار دولار)، ويحتاج حوالي (80%) من سكان البلاد (حوالي 35 مليون شخص) إلى مساعدات إنسانية.
من ناحية أخرى، في مشهد يعكس مدى تأزم الأوضاع في «اليمن»، تصاعدت وتيرة التوتر بشكل خطير بعد أن أقدم «الحوثيون» على احتجاز عشرات الموظفين الأمميين والأجانب في قلب «صنعاء»، في خطوة تُهدد جهود السلام وتزيد من عُزلة الجماعة على الساحة الدولية.