أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، بعد تصريحات جديدة وجه فيها هجومًا لاذعًا ضد السياسي التقدمي زهران ممداني، عضو مجلس ولاية نيويورك والمرشح المحتمل لمنصب عمدة المدينة.
وفي مقابلة إذاعية، قال ترامب: "أي يهودي يصوت لزهران ممداني شخص غبي ويكره اليهود"، في إشارة واضحة إلى مواقفه السياسية المؤيدة للفلسطينيين وانتقاداته المستمرة للسياسات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتُعد تصريحات ترامب الأخيرة جزءًا من سلسلة مواقف وتصريحات مثيرة للجدل تجاه الجالية اليهودية الأمريكية، حيث يرى مراقبون أن الرئيس الجمهوري السابق يسعى إلى كسب دعم القاعدة اليمينية المتشددة والمؤيدين التقليديين لإسرائيل داخل حزبه، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2026.
أما زهران ممداني، وهو سياسي أمريكي من أصول هندية، فينتمي إلى الجناح اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ويُعرف بمواقفه الصريحة ضد السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مطالبًا مرارًا بوقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل ووقف ما وصفه بـ"الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في غزة".
وقد أثارت مواقفه هذه انتقادات حادة من الجمهوريين ومنظمات الضغط الموالية لإسرائيل، الذين اتهموه بـ"التحيز ضد الدولة العبرية"، فيما يراه أنصاره صوتًا جريئًا للعدالة وحقوق الإنسان في السياسة الأمريكية.

وتاريخيًا، لم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها ترامب اليهود الأمريكيين الذين ينتقدون إسرائيل؛ ففي عام 2019، صرح بأن اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين "غير أوفياء لإسرائيل"، ما أثار حينها إدانات واسعة من منظمات يهودية وقيادات دينية اعتبرت كلامه تحريضًا ومعاداة ضمنية لليهود الأمريكيين.
ويرى محللون أن هذه التصريحات الجديدة قد تزيد من حدة الانقسام داخل المجتمع اليهودي الأمريكي، الذي يشهد منذ سنوات تباينًا في المواقف بين التيار المحافظ الموالي لإسرائيل دون شروط، والتيار التقدمي الذي يدعو إلى مراجعة الدعم الأمريكي لتل أبيب على خلفية الحرب في غزة والانتهاكات بحق الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن تثير تصريحات ترامب الأخيرة ردود فعل غاضبة من الحزب الديمقراطي ومنظمات المجتمع المدني، في وقت تتصاعد فيه حدة الخطاب السياسي في الولايات المتحدة استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث يواصل ترامب محاولة تعبئة مؤيديه حول خطاب قومي حاد يجمع بين الدين والسياسة الخارجية.