حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، من خطورة التصعيد المستمر ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، مؤكداً أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
جاء ذلك خلال استقبال الملك عبدالله الثاني، في العاصمة الأردنية عمّان، وزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية إيفيت كوبر، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية الراهنة، خصوصًا في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة.
وأكد العاهل الأردني خلال اللقاء أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة، والعمل على تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لضمان الاستجابة الإنسانية العاجلة للأزمة التي يعيشها الفلسطينيون، مشدداً على أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أن التصعيد في الضفة الغربية يمثل خطراً كبيراً قد ينسف أي جهود دولية تهدف إلى تثبيت التهدئة، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين ووقف الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، بحث اللقاء العلاقات الأردنية البريطانية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، خصوصًا في قطاعات الدفاع والتجارة والصناعة، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والتنموي المشترك.

وأشاد الملك عبدالله الثاني بقرار المملكة المتحدة الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر الماضي، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تطوراً إيجابياً نحو تحقيق حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.
كما شدد العاهل الأردني على أهمية استمرار الدعم البريطاني للجهود الدولية الهادفة إلى إعادة إطلاق عملية السلام على أسس واضحة، مشيراً إلى أن الأردن سيواصل التنسيق مع جميع الأطراف الفاعلة لضمان حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ضمن الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها.
وتناول اللقاء أيضاً التطورات الإقليمية في كل من سوريا ولبنان، حيث أكد الملك عبدالله الثاني ضرورة دعم هذين البلدين للحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسيادتهما، مشيراً إلى أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك.
وأكد الملك في ختام اللقاء أن الأردن سيظل ثابتاً في مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وملتزماً بمواصلة العمل الدبلوماسي المكثف مع الدول العربية والغربية لتحقيق العدالة والسلام الدائم في المنطقة، وفق مرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.