حوض النيل

الصليب الأحمر: العالم يتجاهل الفظائع المتصاعدة في السودان

الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 - 04:37 م
هايدي سيد
الأمصار

أصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريرًا حاد اللهجة أدانت فيه الانتهاكات الواسعة التي يشهدها السودان منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدة أن ما يحدث من "فظائع ضد المدنيين" يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، في ظل ما وصفته بـ"صمت العالم وغضّ الطرف عن المأساة الإنسانية المتفاقمة".

وأوضح التقرير أن الانتهاكات المروعة التي تحدث يوميًا في السودان "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبريرها"، مشيرًا إلى أن استهداف المستشفيات والمرضى والمدنيين الفارين من منازلهم يُعد جريمة ضد الإنسانية.
وأكدت اللجنة أنه "لا ينبغي قتل أي مريض داخل المستشفى أو إطلاق النار على مدني يحاول النجاة بحياته"، مطالبة بوقف فوري للهجمات التي تطال الأبرياء والمنشآت الطبية والإغاثية.

وأشار التقرير إلى أن العديد من المنشآت الحيوية في السودان، بما في ذلك المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، تتعرض لتدمير متعمد من أطراف النزاع، ما تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية في عدد من المدن السودانية.
وأضافت اللجنة أن "المنشآت التي كانت مخصصة لإنقاذ الأرواح تحولت إلى ساحات للموت والدمار"، مشيرة إلى أن خمسة من العاملين في جمعية الهلال الأحمر السوداني لقوا حتفهم أثناء أداء واجبهم الإنساني.
وأكدت أن المدنيين باتوا ضحية مباشرة لصراع دموي لا يراعي القيم الإنسانية ولا القوانين الدولية، فيما تتعرض النساء والفتيات لانتهاكات جسيمة تشمل العنف الجنسي والاستغلال القسري في ظل غياب تام للحماية والمساءلة.

وانتقد التقرير المجتمع الدولي بشدة، معتبرًا أن العالم "يغضّ البصر عن فظائع لا تُصدّق" ترتكب بحق الشعب السوداني، وأن الصمت الدولي يشجع على استمرار الجرائم.
وجاء في التقرير: "لقد آن الأوان ليتحرك المجتمع الدولي بضمير إنساني، فحياة ملايين السودانيين تعتمد على اتخاذ قرارات شجاعة توقف نزيف الدم وتعيد الأمل للسكان الذين يعيشون في ظروف مأساوية".

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قادة العالم إلى التحلي بالشجاعة السياسية واتخاذ خطوات حقيقية لوقف عمليات القتل العشوائي وضمان التزام أطراف النزاع في السودان بالقانون الإنساني الدولي، الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت الطبية.
وأكدت اللجنة أن احترام القواعد الإنسانية في الحروب ليس خيارًا بل التزام قانوني وأخلاقي، مطالبة بتمكين فرق الإغاثة من الوصول الآمن إلى جميع المناطق المتضررة لتقديم المساعدات العاجلة وإنقاذ الأرواح.

وفي ختام التقرير، شددت اللجنة على أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل فاعل سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل قبل أن "يفقد السودان ما تبقى من إنسانيته".