أكد سفير السودان في روسيا محمد سراج أن تسوية الصراع بين السلطات السودانية وقوات الدعم السريع يجب أن تتم "دون تدخل خارجي"، معربا عن شكره لروسيا على موقفها الداعم لسيادة السودان.
وقال السفير للصحفيين: "لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل، يجب أن يكون الحل سودانيا بحتا، دون تدخل خارجي، مع احترام سيادة السودان وسلامته الإقليمية".
وأفاد السفير بأن المتمردين يتلقون مساعدة من الخارج، مشيرا بشكل خاص إلى أن "مرتزقة من كولومبيا وأوكرانيا وعدد من الدول الأخرى يقاتلون إلى جانبهم". كما ادعى أن "عدة طائرات من الإمارات وصلت إلى المتمردين قبل الاستيلاء على مدينة الفاشر، محملة بالمرتزقة والمعدات".
وشدد السفير على أن "أولئك الذين يتدخلون في الصراع في السودان ينتهكون قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
يأتي ذلك في أعقاب إعلان قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر عن سيطرتها على مقر الفرقة السادسة للمشاة في الجيش السوداني في الفاشر، بعد عام ونصف من القتال المستمر.
وقد صرح ممثل الحكومة الإقليمية آغا بن كوني بأن عدد القتلى في الفاشر ارتفع إلى 2.2 ألف شخص بعد سقوط المدينة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالا شرسا بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش النظامي، وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن القتال المستمر قد يؤدي إلى تفشي الأمراض وانهيار النظام الصحي في البلاد.
وعلى صعيد اخر، أعلنت شبكة أطباء السودان، عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، إثر قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لميليشيا الدعم السريع استهدف مستشفى كرنوي للأطفال في ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت الشبكة، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن "الطائرة المسيّرة استهدفت المستشفى بشكل مباشر أثناء وجود المرضى والكوادر الطبية، مما أدى إلى مقتل 7 مواطنين بينهم نساء وأطفال، وإصابة 5 آخرين بينهم طفلان كانا يتلقيان العلاج لحظة القصف"، مؤكدة أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأضاف البيان أن استهداف المرافق الصحية، وخاصة تلك المخصصة لعلاج الأطفال، يعكس "الوجه الأكثر وحشية في مسار الحرب الدائرة بالسودان"، مشيرةً إلى أن "الهجوم يعكس سياسة إرهاب ممنهجة تمارسها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في مختلف مناطق دارفور".
وأكدت شبكة أطباء السودان أن استهداف مستشفى مدني لا يحتوي على أي نشاط عسكري يُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، معتبرة أن ما يجري في كرنوي "يُظهر مدى التمادي في القتل، وتحويل المدنيين الأبرياء إلى أهداف يومية لنيران الميليشيا".