أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الإثنين، عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، إثر قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لميليشيا الدعم السريع استهدف مستشفى كرنوي للأطفال في ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وقالت الشبكة، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن "الطائرة المسيّرة استهدفت المستشفى بشكل مباشر أثناء وجود المرضى والكوادر الطبية، مما أدى إلى مقتل 7 مواطنين بينهم نساء وأطفال، وإصابة 5 آخرين بينهم طفلان كانا يتلقيان العلاج لحظة القصف"، مؤكدة أن ما جرى يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأضاف البيان أن استهداف المرافق الصحية، وخاصة تلك المخصصة لعلاج الأطفال، يعكس "الوجه الأكثر وحشية في مسار الحرب الدائرة بالسودان"، مشيرةً إلى أن "الهجوم يعكس سياسة إرهاب ممنهجة تمارسها ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين في مختلف مناطق دارفور".
وأكدت شبكة أطباء السودان أن استهداف مستشفى مدني لا يحتوي على أي نشاط عسكري يُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، معتبرة أن ما يجري في كرنوي "يُظهر مدى التمادي في القتل، وتحويل المدنيين الأبرياء إلى أهداف يومية لنيران الميليشيا".
ودعت الشبكة في بيانها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والطبية إلى "كسر صمتها المعيب" والتحرك العاجل لحماية المدنيين في السودان، مطالبة بتوثيق الجرائم المرتكبة ومحاسبة المسؤولين عنها. كما شددت على أن استمرار الهجمات على المستشفيات يهدد ما تبقى من النظام الصحي في دارفور، الذي يواجه منذ شهور نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية والكوادر المتخصصة.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف المرافق المدنية والطبية في إقليم دارفور منذ تصاعد القتال بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع منتصف عام 2023. وتشهد مناطق شمال وغرب دارفور على وجه الخصوص تدهورًا إنسانيًا خطيرًا، مع ازدياد أعداد الضحايا والنازحين، وسط تحذيرات أممية من أن الإقليم يواجه "واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم".
ويؤكد مراقبون أن استهداف المنشآت الصحية يهدف إلى شل قدرة المجتمع المحلي على الصمود، خصوصًا مع انهيار البنية التحتية الصحية في الإقليم، الذي يعاني من ندرة الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلًا عن انقطاع الإمدادات بسبب إغلاق الطرق وتوسع نطاق المعارك.
وتختتم شبكة أطباء السودان بيانها بالتأكيد على أن ما حدث في كرنوي "لن يمر دون محاسبة"، مطالبة بـ"تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين من آلة الحرب التي لم تستثنِ حتى الأطفال والمرضى داخل المستشفيات".