دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي يطرحه اليمين الإسرائيلي داخل الكنيست، محذّرة من أن إقراره سيشكّل "سابقة خطيرة وجريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال".
وأكدت حركة حماس، في بيان عاجل، أن القانون المقترح يعكس ما وصفته بـ"العقلية الإجرامية والعنصرية" لحكومة الاحتلال، ويستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته عبر استهداف الأسرى الذين يمثلون رمزًا للصمود والثبات.
كما طالبت حماس بتشكيل لجان دولية مستقلة للدخول إلى السجون الإسرائيلية والاطلاع على أوضاع الأسرى الفلسطينيين عن قرب، وكشف الانتهاكات والفظائع التي يتعرضون لها داخل المعتقلات، من تعذيب وعزل ومنع للزيارات وحرمان من العلاج.
وشددت الحركة على أن ما يجري داخل السجون يشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والعمل على حماية الأسرى الفلسطينيين ووقف ما وصفته بـ"جرائم الاحتلال الممنهجة ضدهم".
أفادت مصادر لقناة الجزيرة بأن وسطاء دوليين يجرون اتصالات مكثفة مع كل من حركة حماس وإسرائيل، بهدف تأمين خروج مقاتلي الحركة من المناطق الواقعة خلف الخط الأصفر، في إطار جهود لتجنب أي تصعيد ميداني محتمل خلال المرحلة الحالية.
وأوضحت المصادر أن المساعي تتركز على ضمان خروج آمن للمقاتلين لتفادي أي احتكاك مع قوات الاحتلال في مناطق التماس، مشيرة إلى أن المبادرة المطروحة تتضمن خروج المقاتلين عبر سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي ضمن ممرات محددة وآمنة تشرف عليها جهات تنسيقية لضمان تنفيذ الترتيبات دون خروقات ميدانية.
وأكدت المصادر أن الوسطاء حصلوا بالفعل على موافقة حركة حماس على ترتيبات خروج المقاتلين العالقين، بينما لا تزال موافقة الجانب الإسرائيلي قيد الانتظار، في وقت تتواصل فيه الاتصالات السياسية والأمنية لتثبيت التفاهم وضمان عدم انهيار المسار الإنساني الجاري بحثه.
في لحظة مشحونة بالتوتر والرسائل غير المُعلنة، حرّكت «حماس» ملف الجثامين المُجمّد منذ أسابيع، مُسلّمة أربعة من رفات «الرهائن الإسرائيليين»، لتأتي الاستجابة سريعة من الجانب الإسرائيلي بإعادة فتح «معبر رفح» المُغلق، في خطوة تحمل أكثر من رسالة سياسية وميدانية.
وفي التفاصيل، أعادت «السُلطات الإسرائيلية»، اليوم الأربعاء، فتح معبر رفح الحدودي جنوب «قطاع غزة»، بعد أن سلّمت «حماس» جثث أربعة رهائن إسرائيليين ليلة أمس الثلاثاء.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن القرار جاء في إطار التزامات «اتفاق وقف إطلاق النار»، ويشمل استئناف حركة العبور من وإلى القطاع، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأفادت قناة «كان» العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية قرّرت رفع القيود المفروضة على المعبر بعد تسلّم الجثث، مُشيرة إلى أن «حماس» أعربت عن نيّتها تسليم رفات رهائن إضافيين اليوم الأربعاء.
