دراسات وأبحاث

ترامب يتوعد بالتدخل العسكري في نيجيريا.. ورد رسمي حازم من أبوجا

الإثنين 03 نوفمبر 2025 - 06:00 ص
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

في مشهدٍ جديد يُعيد رسم ملامح العلاقة بين واشنطن وأكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، تصاعد الجدل بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل عسكريًا في نيجيريا، متذرعًا بما سماه "الاضطهاد الديني ضد المسيحيين".

 

تهديدٌ فُسِّر على أنه اختبارٌ حقيقي لسيادة نيجيريا وقدرتها على مواجهة الجماعات المتطرفة دون وصاية أجنبية، فيما سارعت أبوجا إلى الرد بلهجةٍ حازمةٍ رحّبت بالمساعدة الأمريكية شريطة أن لا تُمسّ أرضها ولا تُهان سيادتها.

 

وأكدت نيجيريا أنها "ترحب بأي مساعدة أمريكية في مكافحة الجماعات المتمردة الإسلامية"، لكنها شددت في الوقت ذاته على ضرورة "احترام سيادتها وسلامة أراضيها"، في إشارة واضحة إلى رفضها لأي تدخل عسكري مباشر دون تنسيق مسبق.

وكان ترامب قد صرّح مساء السبت بأنه طلب من وزارة الحرب الأمريكية الاستعداد "لعمل عسكري سريع" في حال فشلت نيجيريا في اتخاذ خطوات حاسمة ضد ما وصفه بـ"قتل المسيحيين"، معتبرًا أن البلاد "تتحول إلى دولة مخزية"، وفق تعبيره.

من جانبه، حاول مستشار الرئيس النيجيري بولا تينوبو، التخفيف من حدة الأزمة، مؤكدًا أن نيجيريا لا تمانع التعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب، "طالما تم ذلك في إطار احترام سيادة الدولة". وأضاف أن الرئيسين سيسعيان إلى "نتائج أفضل" في مساعيهما المشتركة ضد التطرف العنيف.

وتشهد نيجيريا منذ أكثر من 15 عامًا صراعًا دمويًا مع جماعات متطرفة أبرزها "بوكو حرام" و"داعش في غرب أفريقيا"، أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد الملايين، مع تمركز العنف أساسًا في شمال شرق البلاد ذي الأغلبية المسلمة. غير أن محللين يؤكدون أن معظم ضحايا هذه الهجمات من المسلمين، رغم تكرار الخطاب الغربي الذي يصور الصراع على أنه اضطهاد للمسيحيين.

وتشير تقارير مجموعة مراقبة الأزمات الأمريكية إلى أن 50 هجومًا فقط من أصل أكثر من 1900 استهدفت المسيحيين بشكل مباشر منذ بداية العام، ما ينفي صحة المزاعم الأمريكية عن "إبادة دينية".

وفي خضم الجدل، برزت مواقف متباينة داخل المجتمع النيجيري؛ إذ عبّر بعض المسيحيين عن ترحيبهم بفكرة التدخل الأمريكي، بينما حذر محللون من أن أي عملية عسكرية أمريكية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وتعقيد مهمة الحكومة في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من النيجر المجاورة.

وبينما تسعى نيجيريا إلى الحفاظ على توازنها الديني والسياسي، يجد الرئيس تينوبو نفسه أمام اختبار دقيق بين رفض الإملاءات الأجنبية، وطمأنة الأقليات الدينية بأن حكومته قادرة على حمايتهم دون تدخل خارجي.