أعلن رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، اليوم الأحد، خلال زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ستعيد تمثالاً أثرياً نادراً عمره نحو 3500 عام إلى مصر، بعدما ظهر في أحد المعارض الفنية في هولندا مؤخرًا.
وأوضح سخوف أن هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون الثقافي المتنامي بين البلدين، واحترام هولندا لحقوق الدول في استعادة ممتلكاتها الثقافية والتاريخية المنهوبة، مشيرًا إلى أن التمثال المصري القديم تم التعرف عليه بعد مراجعة دقيقة من السلطات الهولندية والجهات المختصة بشؤون التراث.
وتعد هذه القطعة الأثرية من التحف النادرة التي تعود لعصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، حيث نُحتت من الحجر الجيري وتجسد أحد كبار المسؤولين في البلاط الملكي آنذاك. وكان التمثال قد خرج من مصر في ظروف غير معلومة منذ عقود، قبل أن يظهر في معرض فني بهولندا ليثير اهتمام المتخصصين في علم المصريات الذين أبلغوا السلطات المصرية بالأمر.

وتأتي إعادة التمثال ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها القاهرة بالتعاون مع الدول الأوروبية لاسترداد آثارها المسروقة أو المهربة، والتي شهدت في السنوات الأخيرة نجاحاً متزايداً في إعادة عدد كبير من القطع النادرة من عدة دول بينها الولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا وإيطاليا.
وأعربت السلطات المصرية عن تقديرها لموقف الحكومة الهولندية، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية والحضارية بين البلدين، كما تبرز التزام المجتمع الدولي بتطبيق الاتفاقيات الخاصة بحماية التراث الإنساني ومنع الاتجار غير المشروع في الآثار.
ومن المنتظر أن يتم تسليم القطعة الأثرية رسميًا إلى وزارة السياحة والآثار المصرية خلال احتفال رسمي يُنظم في القاهرة قريباً، تمهيدًا لعرضها ضمن مقتنيات المتحف المصري الكبير الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة.
وتؤكد هذه الخطوة مجددًا المكانة العالمية لمصر باعتبارها مهدًا للحضارة الإنسانية، وجهودها المتواصلة في حماية تراثها واستعادته من الخارج في إطار استراتيجية وطنية لصون الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد.
تستعد جمهورية مصر العربية لدخول مرحلة الصمت الانتخابي في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب لعام 2025، وذلك بعد أسابيع من النشاط المكثف في الحملات الدعائية للمرشحين.