فنون وثقافة

اتهامات بسرقة أحداث واقعية تطارد مسلسل "شراب التوت" التركي

الأحد 02 نوفمبر 2025 - 08:27 م
مصطفى سيد
الأمصار

في تطور درامي جديد يشغل الوسط الفني التركي، يواجه مسلسل "شراب التوت" موجة انتقادات حادة واتهامات بالسرقة الأدبية، بعد أن اتهمت الإعلامية التركية إيجه إركن صنّاع العمل باستغلال واقعة شخصية من حياتها وتحويلها إلى مشهد درامي دون إذنها، مما أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدأت الأزمة حين نشرت إيجه تعليقًا عبر حسابها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، سخرت فيه من المسلسل قائلة: "شكرًا لكل من عمل على مسلسل (هذا البحر سوف يفيض)، أنقذتمونا من كابوس (شراب التوت) ومن فضائحه وسيناريوه المقزز."
وجاء هذا التصريح بعد تفوق مسلسل "هذا البحر سوف يفيض" في نسب المشاهدة على "شراب التوت"، ليشعل موجة من الجدل بين متابعي الدراما التركية.

الجدل تصاعد بعد أن كشفت الصحافية التركية بيرسين أن سبب غضب إيجه يعود إلى مشهد في المسلسل تظهر فيه الشخصية "ديميت" وهي تهاجم سيارة "نورسيما" وتكسر مرآتها الجانبية، في مشهد مطابق تقريبًا لواقعة حقيقية حدثت العام الماضي، عندما توجهت إيجه إلى منزل بنان محمود يازجيوغلو، زوجة المحامي الراحل شافاك محموديازجيوغلو الذي كانت تجمعها به علاقة عاطفية، وتسببت في أضرار مادية لسيارات العائلة.

هذا التشابه دفع الجمهور للتساؤل حول حدود الاقتباس الفني في الدراما، وما إذا كان من حق الكتّاب استخدام أحداث واقعية مستوحاة من حياة شخصيات عامة دون الحصول على إذنهم. بينما اعتبر آخرون أن الدراما تُعنى بعكس الواقع الإنساني والاجتماعي، حتى وإن كانت مستوحاة من وقائع حقيقية.

ولم يتوقف الجدل عند هذا الحد، إذ يعيش "شراب التوت" سلسلة أزمات داخلية تمثلت في انسحابات مفاجئة لعدد من أبطاله، أبرزهم النجمة سيلا توركوغلو التي تؤدي دور "دوغا"، وأعلنت مغادرتها العمل بعد مشاركتها في أكثر من 113 حلقة، رغم محاولات المنتج فاروق تورغوت لإقناعها بالبقاء حتى نهاية القصة. كما انسحب الممثل باتوهان بوزقورت يوزغولتش من دور "فيراز"، إضافة إلى الممثلة إيجه إيرتِم، وذلك بعد تعديلات رقابية طالبت بها هيئة RTÜK، شملت حذف مشاهد مثيرة للجدل بين "دوغا" و"فيراز".

هذه التطورات مجتمعة جعلت المسلسل في قلب العاصفة الإعلامية، بين اتهامات بالسرقة من الواقع وانسحابات متتالية تُهدد استمراريته، في وقت ينتظر فيه عشاق الدراما التركية ما إذا كان "شراب التوت" سيتمكن من تجاوز أزماته أم سيواجه مصيره المحتوم بالتراجع والانهيار.