فنون وثقافة

إيقاف مسلسل «حب ودموع» بعد 7 حلقات فقط بسبب تراجع المشاهدات

السبت 01 نوفمبر 2025 - 10:49 م
مصطفى سيد
الأمصار

أعلنت الصحافية التركية بيرسين ألطونتاش أن قناة ATV قررت رسميًا إيقاف عرض مسلسل "Aşk ve Gözyaşı" (حب ودموع)، الذي يجمع النجمة هاندا أرتشيل والممثل باريش أردوتش، بعد عرض سبع حلقات فقط، لتنتهي بذلك رحلة العمل الدرامي الذي كان من أكثر المسلسلات المنتظرة في الموسم التركي الحالي، قبل أن يخيب آمال جمهوره ومحبيه سريعًا.

وفقًا لما نشرته بيرسين عبر حسابها الرسمي، فإن السبب الرئيسي وراء قرار الإيقاف هو الانخفاض الكبير في نسب المشاهدة، رغم الحملة الترويجية الضخمة التي سبقت عرضه، والتي راهنت القناة من خلالها على عودة هاندا أرتشيل إلى الشاشة بعد غياب، وعلى الكيمياء الفنية بينها وبين باريش أردوتش التي سبق وأن لاقت نجاحًا كبيرًا في أعمالهما السابقة.

وأضافت التقارير أن القناة رأت أن استمرار المسلسل لم يعد مجديًا من الناحية الإنتاجية، في ظل المنافسة القوية بين عشرات الأعمال التركية التي تُعرض حاليًا، خاصة تلك التي تحقق نسب متابعة مرتفعة على القنوات والمنصات الرقمية. وبذلك ستكون الحلقة السابعة هي الأخيرة، مع تأكيد عدم نية الشركة المنتجة تصوير موسم ثانٍ أو استكمال القصة في شكلٍ مختصر.

لم يكن فشل المسلسل مفاجئًا للعاملين في الوسط الفني التركي، إذ واجه "حب ودموع" مشكلات إنتاجية ودرامية متلاحقة منذ أسابيعه الأولى. وأفادت مصادر فنية بأن الكاتبة ديلاارا باموق انسحبت من المشروع بعد كتابة ثلاث حلقات فقط، بسبب خلافات مع فريق الإنتاج حول تطور الأحداث، ما أدى إلى ارتباك في السيناريو وتأجيل تسليم الحلقات أكثر من مرة.

كما تم توقيف التصوير مؤقتًا لإجراء تعديلات جذرية على النص، في محاولة لإنقاذ العمل من التراجع الواضح في المشاهدات، إلا أن التغييرات لم تنجح في إعادة اهتمام الجمهور، الذي وصف القصة بأنها مكررة ومليئة بالكليشيهات مقارنة بالأعمال الرومانسية التركية السابقة.

عقب انتشار خبر الإيقاف، تصدر اسم المسلسل الترند في تركيا وعدة دول عربية، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات متباينة بين الغضب والسخرية، حيث كتب بعض المتابعين:

كان واضح من البداية أنه راح يفشل، النسخة الكورية كانت أقوى."
"القناة صبرت عليه كثير، الريت متدنٍ جدًا."
"هاندا أرتشيل أجمل في الإعلانات من التمثيل، الأفضل تركز في الموضة."

ورأى آخرون أن تكرار التعاون بين هاندا أرتشيل وباريش أردوتش أفقد الثنائي بريقه السابق، مشيرين إلى أن الكيمياء التي جمعتهما في أعمال سابقة لم تعد كافية لجذب المشاهدين، خصوصًا في ظل زخم الموسم الدرامي التركي لعام 2025 الذي شهد انطلاقة قوية لأعمال أخرى مثل الطائر الرفراف وزهرة السجين.

كان «حب ودموع» يهدف إلى إعادة إحياء قصة رومانسية مقتبسة من دراما كورية ناجحة، لكن الأداء الدرامي الباهت والإخراج التقليدي جعلا الجمهور يفقد الاهتمام مبكرًا. وعلى الرغم من أن العمل جمع اثنين من أبرز نجوم الدراما التركية المعاصرة، فإن ضعف النص والحوارات غير المقنعة تسببا في تراجع نسب المشاهدة إلى مستويات غير مسبوقة، ليصبح واحدًا من أقصر المسلسلات عمرًا في الموسم الحالي.

لم يصدر تعليق رسمي من أبطال المسلسل حتى الآن، بينما اكتفى فريق الإنتاج بالإشارة إلى أن القرار جاء "بالاتفاق مع القناة" بعد مراجعة الأداء العام. ومع ذلك، يرى بعض النقاد أن ما حدث يمثل درسًا قاسيًا لصنّاع الدراما التركية حول أهمية التجديد في النصوص واختيار قصص أكثر واقعية لجذب المشاهدين الذين باتوا أكثر انتقائية في ظل تنوع المنصات الرقمية.

وبهذا، يُطوى ملف "حب ودموع" بعد سبع حلقات فقط، ليضاف إلى قائمة المسلسلات التركية التي لم تصمد أمام ضغط المنافسة، رغم النجوم اللامعين والميزانيات الضخمة التي وُضعت لإنجاحها.