حوض النيل

واشنطن تدين فظائع الدعم السريع وتطالب بوقف العنف العرقي في الفاشر بالسودان

السبت 01 نوفمبر 2025 - 10:16 م
هايدي سيد
الأمصار

أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ"الفظائع الجماعية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، داعية إلى وقف فوري لأعمال الانتقام والعنف العرقي ضد المدنيين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي، إن واشنطن تشعر بـ"قلق بالغ" حيال الأوضاع الإنسانية في الفاشر، لا سيما مع تزايد التقارير حول انتهاكات جسيمة بحق السكان المحليين، من بينها أعمال قتل ونهب ونزوح قسري. وطالبت الخارجية الأمريكية قيادة قوات الدعم السريع بضرورة الكف عن الانخراط في أعمال انتقام جماعي تستهدف مجموعات عرقية محددة داخل المدينة، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال تشكل تهديدًا خطيرًا للسلم الاجتماعي في السودان.

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة تواصل العمل بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لإيجاد مسار سياسي سلمي يضع حدًا للحرب المندلعة منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. كما حثت واشنطن الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف العمليات العسكرية التي أودت بحياة الآلاف وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وفي السياق ذاته، كشفت منظمة أطباء بلا حدود أن آلاف المدنيين ما زالوا عالقين داخل مدينة الفاشر، وسط ظروف مأساوية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة. وأكدت المنظمة أن المدنيين يواجهون خطرًا وشيكًا مع استمرار القتال وانقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، مشيرة إلى أن المستشفيات تعمل بطاقة محدودة في ظل نقص حاد في الأدوية والكوادر الصحية.

وأضافت المنظمة أن فرقها الطبية تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى الجرحى والمصابين بسبب استمرار إطلاق النار في بعض الأحياء، محذّرة من أن "الفاشر على وشك أن تتحول إلى مأساة إنسانية شاملة" إذا لم يُسمح بفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.

من جانب آخر، أظهرت صور حديثة بالأقمار الصناعية نشرتها منظمات حقوقية دولية تصاعد حجم الدمار في أحياء واسعة من المدينة، مع تزايد الأدلة على وقوع مجازر جماعية وحرق لمنازل المدنيين، ما يعكس استمرار الانتهاكات رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار.

وتُعد الفاشر آخر المدن الرئيسية في إقليم دارفور التي كانت لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من إحكام قبضتها عليها، ما يثير مخاوف من توسع رقعة العنف العرقي في الإقليم الذي شهد خلال العقدين الماضيين واحدة من أبشع الصراعات في القارة الإفريقية.

وتأتي تصريحات واشنطن ضمن سلسلة مواقف دولية متزايدة تدعو إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في السودان، فيما يؤكد المراقبون أن استمرار القتال في الفاشر قد يقوّض فرص التوصل إلى أي تسوية سياسية قريبة، ويزيد من معاناة ملايين السودانيين الذين نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى دول الجوار هربًا من الحرب الدامية.