أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي، أن الأزمة السودانية لا يمكن أن تُحل عبر الوسائل العسكرية، مشددة على ضرورة وقف القتال فورًا وبدء مسار سياسي شامل يُنهي معاناة الشعب السوداني المستمرة منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف عام 2023.

وقالت الوزارة في بيانها الصادر مساء السبت، إن واشنطن ستواصل تنسيق جهودها مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل التوصل إلى تسوية سلمية دائمة، ودعم المساعي المبذولة لفرض وقف إطلاق نار شامل، تمهيدًا لاستئناف المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
كما دعت الخارجية الأمريكية قوات الدعم السريع إلى التوقف الفوري عن أعمال الانتقام والعنف العرقي، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات من شأنه توسيع رقعة الصراع وتهديد وحدة البلاد وتقويض أي فرص مستقبلية لتحقيق السلام والاستقرار.
وفي هذا السياق، نددت واشنطن بشدة بالفظائع والانتهاكات التي ارتُكبت في مدينة الفاشر الواقعة في إقليم دارفور، والتي نُسبت إلى قوات الدعم السريع، معتبرة أن تلك الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وتستوجب محاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تتابع بقلق بالغ التدهور الإنساني في السودان، خاصة في المناطق المتضررة من القتال، حيث يعاني ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الطبية. ودعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى السكان المحتاجين دون قيود أو عوائق.
واختتمت الخارجية الأمريكية بيانها بالتأكيد على أن الحل السياسي الشامل وحده كفيل بإنهاء المأساة السودانية، وأن واشنطن ستواصل دعم كل الجهود الرامية إلى وقف نزيف الدم واستعادة الأمن والسلام في البلاد.
أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، تخصيص 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية كتمويل عاجل لتقديم دعم منقذ للحياة في السودان، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء إعلان كوبر خلال كلمتها أمام مؤتمر "حوار المنامة الحادي والعشرين" المنعقد في مملكة البحرين، حيث أعربت عن قلق لندن البالغ من تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر، التي يعيش فيها نحو 260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، في ظروف وصفتها بـ«المروعة» و«أشبه بالمجاعة»، نتيجة الحصار والعنف المستمر.