أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، تخصيص 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية كتمويل عاجل لتقديم دعم منقذ للحياة في السودان، في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء إعلان كوبر خلال كلمتها أمام مؤتمر "حوار المنامة الحادي والعشرين" المنعقد في مملكة البحرين، حيث أعربت عن قلق لندن البالغ من تدهور الأوضاع في مدينة الفاشر، التي يعيش فيها نحو 260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، في ظروف وصفتها بـ«المروعة» و«أشبه بالمجاعة»، نتيجة الحصار والعنف المستمر.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، وفق بيان صادر عن الحكومة البريطانية اليوم السبت، إن ما يجري في السودان يمثل «مأساة إنسانية منسية»، مؤكدة أن المجتمع الدولي أخفق في التعامل مع هذه الأزمة، على الرغم من أن التنسيق الدولي أثبت فعاليته في ملفات أخرى مثل غزة.
وأضافت كوبر: «في السودان الآن لا يوجد سوى اليأس. لقد تم تجاهل هذا الصراع لفترة طويلة جدًا، فيما تتزايد المعاناة الإنسانية يومًا بعد يوم». وأكدت أن التمويل الجديد يأتي استكمالًا لحزمة مساعدات تبلغ 120 مليون جنيه إسترليني خصصتها المملكة المتحدة هذا العام لدعم البرامج الإنسانية في مختلف أنحاء السودان.
وشددت وزيرة الخارجية البريطانية على ضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل لوقف العنف وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين، مشيرة إلى أن لندن ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لإيجاد حل سياسي مستدام يضع حدًا للأزمة ويعيد الاستقرار إلى السودان.
يُذكر أن السودان يشهد منذ أبريل 2023 نزاعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع تسبب في مقتل آلاف المدنيين وتشريد ملايين آخرين داخليًا وخارجيًا، فيما تحذر منظمات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة الملايين إذا استمرت المعارك وتعذر إيصال الإغاثة للمناطق المنكوبة.
ارتكبت قوات الدعم السريع المتمردة في السودان مجزرة جديدة بحق المدنيين، بعد تنفيذها هجمات جوية بطائرات مسيّرة على مناطق آهلة بالسكان في ولايتي جنوب كردفان وكادوقلي، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.