كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، أن السلطات الإسرائيلية تستعد لاحتمال تسلّم رفات بشرية من قطاع غزة خلال ساعات الليل، يُتوقع أن يتم تسليمها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في وقت يسود الغموض بشأن هوية أصحاب هذه الرفات وما إذا كانت تعود إلى رهائن إسرائيليين فقدوا خلال العمليات العسكرية الأخيرة في القطاع.
وذكرت الصحيفة أن تل أبيب لم تتلقَّ بعد تأكيداً رسمياً حول طبيعة الرفات أو هوية أصحابها، مشيرة إلى أن الجثامين المفترضة ستُنقل إلى معهد الطب الشرعي في "أبو كبير" لإجراء الفحوص اللازمة لتحديد الهوية بدقة عبر التحاليل الجينية.
وبحسب التقرير، فإن التقديرات الأولية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن احتمال كون هذه الرفات تعود إلى رهائن متوفين منخفض نسبياً، مرجحة أن تكون بقايا بشرية نقلتها حماس من غزة ضمن ترتيبات إنسانية محدودة، كما حدث سابقاً في قضية الجندي الإسرائيلي أوفير تسرفاتي، الذي أُعيدت رفاته بعد سنوات من احتجازه.

وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله إن حركة حماس تلقت إخطاراً يمنحها مهلة لا تتجاوز 24 ساعة لإخلاء عناصرها من المناطق الواقعة خلف "الخط الأصفر" في قطاع غزة، في إشارة إلى مناطق يفترض أن تخضع لاحقاً لسيطرة الجيش الإسرائيلي ضمن خطة عسكرية جديدة.
وأضاف المصدر أن إسرائيل تعتزم فرض وقف إطلاق نار بالقوة عقب انتهاء المهلة، ثم التحرك عسكرياً لاستهداف مواقع حماس داخل المناطق التي ما تزال تحت سيطرتها، في محاولة لإعادة فرض السيطرة الأمنية على كامل القطاع.
وفي تطور آخر، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تقرير أصدره مكتب مراقب الحسابات بوزارة الخارجية الأمريكية، كشف فيه عن وجود مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها إسرائيل في غزة خلال الحرب الأخيرة، مؤكداً أن الوزارة ستحتاج إلى سنوات لدراسة هذه الانتهاكات بسبب كثرتها وتعقيدها.
ويُعدّ هذا التقرير الأول من نوعه الصادر عن جهة رسمية في الإدارة الأمريكية يعترف بوقوع انتهاكات إسرائيلية واسعة في قطاع غزة، وهو ما يثير – بحسب الصحيفة – تساؤلات حول إمكانية فتح تحقيق دولي أو محاسبة تل أبيب على خلفية هذه الانتهاكات التي أثارت انتقادات حقوقية عالمية واسعة.