مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أعلنت الجهات المعنية الكشف عن أسماء المرشحين لشغل مقاعد الكوتا الخاصة بالمكون المسيحي، التي تشمل الشعب الكلداني – السرياني – الآشوري في عدد من المحافظات العراقية.
ووفقاً لما نشرته فضائية عشتار، فإن قائمة المرشحين تتضمن 19 اسماً يتنافسون على خمسة مقاعد كوتا مخصصة للمسيحيين في محافظات نوهدرا (دهوك)، بغداد، نينوى، كرخسلوخ (كركوك)، وأربائيلو (أربيل).
وبحسب التقارير، يرى مراقبون أن المنافسة على هذه المقاعد تبدو محدودة، إذ تتركز حالياً بين حركة بابليون بزعامة ريان الكلداني (المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع إيران) والتي تستحوذ على أربعة مقاعد، وبين الحزب الشيوعي العراقي الذي يمتلك مقعداً واحداً فقط.
ويشير محللون سياسيون إلى أن قانون الانتخابات العراقي يتيح للمرشحين من الأقليات فقط خوض المنافسة على مقاعد الكوتا، لكنه في الوقت نفسه يمنح جميع أبناء الدائرة الانتخابية حق التصويت لهم، الأمر الذي يعزز فرص المرشحين المدعومين من كتل وأحزاب سياسية كبرى تمتلك نفوذاً واسعاً في تلك الدوائر.

وفي التفاصيل، يتنافس في نوهدرا (دهوك) كل من عمانوئيل خوشابا يوحنا، سامي أوشانا كوركيس، أثیر إبراهیم یوحنا، وأنجیلا أندریوس شابو، بينما تشمل قائمة بغداد كلاً من إيفان فائق يعقوب وإيمان بنيامين يوسف. أما في نينوى، فيتنافس أسوان سالم صادق ورياض قريو حنا، وفي كرخسلوخ (كركوك) التي تضم العدد الأكبر من المرشحين، يتنافس عماد يوخنا ياقو، شميرام شمعون صليوا، شميران ماروكي أوديشو، دريد جمیل إیشوع، إيمیل بطرس قسطنطین، آتور داود یوناثان وسركون لازار صليو. وفي أربائيلو (أربيل)، يترشح كلدو رمزي هرمز، ثائرة يوسف عزيز، هبة جرجيس عبد الأحد، وآكوب كريكور آكوب.
إلا أن حالة من الجدل أثيرت بعد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق نيتها استبعاد نحو عشرة مرشحين مسيحيين، بينهم رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني جوزيف صليوا، دون توضيح الأسباب القانونية وراء ذلك القرار.
وأوضح صليوا، في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية، أنه قدم وثائق رسمية موقعة من الأدلة الجنائية وهيئة النزاهة العراقية تؤكد خلو سجله من أي تهم جنائية أو قضايا فساد، معتبراً أن استبعاده غير مبرر ومخالف لمبادئ الشفافية الانتخابية.
ومع استمرار الجدل، يرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤثر على نزاهة المنافسة في كوتا الأقليات المسيحية، التي تُعدّ من أبرز المؤشرات على مدى شمولية العملية الديمقراطية في العراق خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل.