في تطورٍ لافت على الساحة الدولية، أعلنت الولايات المتحدة تعزيز تواجدها العسكري قرب سواحل فنزويلا
في خطوة رسمها المسئولون الأمريكيّون بأنها جزء من حملة موسّعة لمكافحة تهريب المخدّرات، لكنّها أثارت ردود فعل عنيفة من كاراكاس وأشعلت تحذيرات من احتمالٍ فعلي لمواجهةٍ عسكرية.

بحسب تقارير صادرة من وسائل إعلام أمريكيّة، فقد زوّدت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب القيادة العسكرية بخياراتٍ لاستهداف منشآت فنزويلية تُستخدم — وفق الادّعاء — لتهريب المخدّرات، مثل الموانئ والمطارات والمواقع البحرية.
وفي سياق ذلك، نشرت الولايات المتحدة مقاتلات من طراز F‑35 في منطقة البحر الكاريبي، واستخدمت وسائل جوّية وبحرية تحت إشراف Southern Command (SOUTHCOM) للتصدي لما وصفته بـ"مجموعات مخدّرات إرهابية".
كما أكّد البيت الأبيض أن الأميركيين مستعدّون لاستخدام "كل ما في وسعهم" لمنع تدفّق المخدّرات إلى البلاد.


من جانبها، اعتبرت حكومة نيكولاس مادورو أن ما تفعله واشنطن هو محاولة تغيير نظام تبوّأته الولايات المتحدة، ووصفت التواجد الأميركي بـ"غير القانوني".
أعلن وزير الدفاع الفنزويلي تعبئة واسعة لمنصّات الدفاع الساحلي والجوي، بما في ذلك استعراض للطائرات الحربية والمسيّرات وتعزيز القوات على الشريط البحري.
كما تمّ رصد طائرات فنزويلية من طراز F-16 تحلّق بالقرب من سفينة أميركية في المياه الدولية، واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية ذلك بـ"تحرّك استفزازي".
رغم أن واشنطن تبرّر هذه الخطوات بحربها ضد تدفّق المخدّرات—وخاصة مادة الفنتانيل التي يربطها كبار المسئولين الأميركيين بأسواقهم الداخلية—إلا أن مراقبين يرون أن هناك بعداً أكبر يتعلّق بالضغط على النظام الفنزويلي وتقويضه عبر ضرب شبكات التهريب التي يُعتقد أنها تموّل بعض أجنحت الدولة.
من جهةٍ أخرى، تساءل خبراء عن مدى توافق قوة الحاملات والفرق البحرية الأمريكية الضخمة مع مهمة تقليدية لمكافحة تهريب المخدّرات، ما يدفع البعض لافتراض أن الهدف يتعدّى ذلك إلى خلق مناخ تهديد يمكن استغلاله سياسياً.

تبدو المعادلة اليوم في منطقة الكاريبي وفنزويلا أكثر تعقيدًا من مجرد "مكافحة مخدّرات" فالتحرّكات الأمريكية تشير إلى تصميم على فرض إظهار القوة، بينما ردّ فعل فنزويلا يكشف عن اعتقاد بأنها محور استهداف إستراتيجي.